عبد الرَّحمن بن مُدْرِك (?)

ابن علي، أبو سَهْل التَّنوخي.

كان فاضلًا، شاعرًا، فصيحًا، قَدِمَ دمشق ومصر، وعاد إلى حماة، فأقام بها إلى أن توفي بها في الزَّلْزلة، ومن شعره: [من الوافر]

كأنَّ دمشقَ أفلاكٌ تدورُ ... تلوحُ بها الشُّموسُ أو البدورُ

وأيَّ محلَّةٍ قابلتَ منها ... رأيت كواكبًا فيها تدورُ (?)

قال أبو اليُسْر شاكر بن عبد الله (?): كَتَبَ إليَّ أبو سَهْل من حماة وأنا بالمعرَّة: [من مجزوء الكامل]

لا بُدَّ أَنْ أشكو الذي ... لاقيتُ من ألم الفِراقِ

وأبثُّ وَجْدي ما استطعـ ... ـــــــــــــــتُ وطولَ وَجْدي واشتياقي

فلعلَّ علَّامَ الغُيو ... بِ وخالقَ السَّبعِ الطِّباقِ

يقضي لنا بتجمُّعٍ ... أبدًا على الأَيَّامِ باقِ

ويعيدُ أيَّامَ المسـ ... ــــــــــــــــــــرَّةِ بالمَعرَّةِ والتَّلاقِ

وعساه يأذَنُ لي إليـ ... ـــــــــها عن قريبٍ بانطلاقِ

ما للمعرَّة مُشْبِهٌ ... في أرضِ مِصرَ ولا العِراقِ (?)

قال أبو اليُسْر: فكتبتُ إليه: وقفتُ -أطال الله بقاء حضرة مولاي القاضي الأجل- على ما سَنَحَ به خاطره الشَّريف من نفائس دُرَره، وغرائبِ غُرره، فقلتُ عَجِلًا، وتنهدتُ مرتجلًا، وإن لم تكن مثل أبياته الوافية، ومعانيه الشَّافية، فقد لزمت الوزن والقافية: [من مجزوء الكامل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015