ويعرف بابن بُرَيك، من ولد النُّعْمان بن بشير، نَظَرَ في وقف جامع دمشق، ومن شعره: [من الطويل]
أَحِنُّ إليكمْ كلَّما هَبَّتِ الصَّبا ... وأَسأَلُ عنكُمْ كلَّ غادٍ ورائحِ
وأذكُرُ ذاكَ المَوردَ العَذْبَ منكُمُ ... فَيغْلِبُني ماءُ الجفونِ القرائحِ
وكمْ ليَ منكُمْ أَنَّةٍ بعد زفرةٍ ... تُهيِّجُ وجْدًا كامنًا في الجوانحِ
كأنَّ فؤادي قد تذكَّر ما مضى ... بقُربكمُ تَغتالُه (?) كفُّ جارحِ
وقال: [من الطويل]
بقلبيَ داءٌ من فِراقِ الحبائِبِ ... أَمرُّ مذاقًا من هجومِ المصائِبِ
وفي كبدِي من لوعةِ البَينِ حرمةٌ ... لها في الحشا وخْزٌ كلدغِ العقارِب
فهل لفؤادي من جَوى البَينِ راحةٌ ... أُبَرِّدُ أَشْجاني بها ومشاربي
فما ليَ والدَّهْرَ الخؤونَ كأنَّما ... جَنَيتُ فجازاني ببُعدِ الأقاربِ
أبي الدَّهْرُ إلا شَتَّ شَمْلي وفُرقةً ... وروعةَ مَصحوبٍ لغيبةِ صاحِبِ
حَبَانيَ من بعدِ الأَخِلاء جَفْوةً ... ولا سيَّما كون الحسودِ مُناصبي
سأطلبُ وَصلًا أو أموتُ بحَسْرَةٍ ... فَيَحمدُني بعد المذلَّة عائبي
سقى الله مَغْنى من شقيتُ لبينهمْ ... من الوابلِ الوَسْميِّ أَعْذَبَ صايبِ
وقفتُ به أَذْري دموعًا كأنَّما ... تحدَّرُ سُحْبًا من جُفُون السَّحائبِ
وكَمْ لي بِهِ منْ أَنَّةٍ بعد وقْفةٍ ... يَرِقُّ بها لي كلُّ ماشٍ وراكبِ
يقولون صَبرًا علَّ ذا البَين ينقضي ... ويَسْعَدُ مُشتاقٌ برؤية آيبِ
لعَمْريَ ما صَبْري مفيدِيَ راحةً ... ولكنَّه للبَينِ ضَربةُ لازِبِ
سهامُ الرَّزايا دَهْرَها ترشُقُ الورى ... وجُمْلَتُها ما بين مُخْطٍ وصائِب
يزيدُ غرامي كلَّما هَبَّتِ الصَّبا ... وأَصبُو إليكُمْ يا مُنى كلِّ طالبِ (?)