وقال أيضًا من شعره: [من مجزوء الرمل]
قابلِ البَلْوى إذا حَلَّـ ... ــــــــــتْ بصَبْرٍ ومَسرَّهْ
فلعلَّ الله أنْ يو ... ليكَ بعد العُسْرِ يُسْرَهْ
كم عَهِدْنا نكبةً حلَّـ ... ـــــــــــــتْ فولَّتْ بعد فتره
لن ينال الحازمُ النَّدْ ... بُ (?) مُنَى نَفسٍ بقُدْرَهْ
لا ولا يَدْفَعُ عنهُ ... من صروفِ الدَّهرِ ذَرَّهْ
كلَّ يوم لكَ من دُنْـ ... ياكَ بُؤْسٌ وَمَضرَّهْ
والليالي ناتجاتٌ ... للورى هَمًّا وفِكْرَهْ (?)
وكانت وفاتُه ببَعلبك في المحرَّم.
ابن ألب رسلان، أبو الحارث، وقيل اسمه أحمد، ويسمَّى بسنجر، لأنَّه ولد بسِنْجار في رجب سنة تسع وسبعين وأربع مئة حين توجَّه أبوه إلى غَزْو الرُّوم (?)، ونشأ ببلاد الخَزَر، وسكَنَ خُراسان، واستوطن مَرْو، وكان قد دخل بغداد مع أخيه محمد على المستظهر بالله، قال سنجر: لما وقفنا بين يديه ظن أَنِّي أنا السُّلْطان، فافتتح كلامه معي، فخدمتُ وقلتُ: يا مولانا أميرَ المؤمنين السُّلْطان هو أخي. وأشرتُ إلى محمد، ففوَّض إليه السَّلْطنة، وجعلني ولي عهده.
فلما مات محمد خوطب سنجر بالسَّلْطنة، واستقام أمره، وكان عادلًا، وجلس على سرير الملك إحدى وأربعين سنة، وكان قبلها في مُلكٍ نحوًا من عشرين سنة، وخُطِبَ