فقال: يا سُلْطان العالم، محمد بن عبد الله أَمرني بالجلوس، ومحمد أبو عبد الله منعني من الجلوس. يعني المقتفي.
ولمَّا دخل العَبَّادي بغداد [وكانت سوقه انكسرت به] (?)، فأنشد ابنُ الدَّهَّان: [من السريع]
للهِ قُطْبُ الدِّين من عالمٍ ... طَبٍّ بأَدْواء الورى آسِ
مُذ ظَهَرَتْ حُجَّتُه للورى ... قامَ بها البرهانُ للنَّاسِ (?)
فلما ماتَ مسعود أُهين الغزنوي، ومُنِعَ من الوعظ، وأُخذ كل ما كان بيده، فَشُفِعَ إلى الخليفة في رَدِّ القرية التي وقفت على رِباطه، فقال: أما ترضى أن يحقن دمه.
وكان يتمنَّى الموت مما لاقى من الذُّلِّ بعد العِزِّ، وما كان ممن يرضى بالذل، فحمل على قلبه، ومَرِضَ، فأَلْقى كَبِدَه قِطَعًا، وتوفي في المحرَّم، ودُفِنَ بمقابر الخَيزُران.
[وفيها توفي
واسمه نبا بن محمد] (?)، ويعرف بابنِ الحوراني، تشاغل بالزهد، و [ونشأ على] (?) الاشتغال بالعلم، وصحبة الصَّالحين، وحُسْن الطريقة والعَفَاف والصِّيانة، [وكان] (?) محبًا للعِلْم والعلماء.