المُستظهر أن يُبْنى له رباطٌ، ووقفتْ عليه قريةً اشترتها من المُسْترشد، واستعبد خَلْقًا كثيرًا من العلماء والفقراء بجاهه وماله.
وقال الشيخ أبو الفرج رحمه الله: كان محفوظه قليلًا، فيكرِّرُ ما يقول، [وحدثني جماعة من القراء أنَّه كان يعيِّنُ لهم ما يقرؤون بين يديه، ويتحفَّظ الكلام عليه] (?). وسمِعْتُه يقول على المنبر: الحكمة في معراج النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّه أُري ما في الجَنَّة والنَّار ليكون يوم القيامة على سكون لا على انزعاج، ولهذا المعنى قُلبت العصا حَيَّةً يوم التَّكليم لئلا ينزعِجَ موسى عليه السَّلام بين يدي فِرْعون.
وسمعته يُنْشد: [من مجزوء الرجز]
كم حَسْرَةٍ لي في الحشا ... من ولدٍ إذا نَشَا
وكم أردتُ رُشْدَه ... فما نَشَا كما نشا (?)
وسمعته يُنْشد: [من السريع]
يَحْسُدُني قومي على صَنْعتي ... لأَنَّني في صَنْعتي فارسُ
سَهِرْتُ في ليلتي واسْتَنعسوا ... هل يستوي السَّاهِرُ والنَّاعِسُ
وكان يعظِّم السُّلْطان ولا يعظم الخليفة كما ينبغي، وسمعتُه يومًا يقول بجامع القصر: يتولى أمورنا ويغفل عنا، [وأنشد] (?): [من الهزج]
فما تصنع بالسَّيفِ ... إذا لم يكُ قتَّالا
فَغَيِّرْ حِلْية السَّيفِ ... وضعْه لك خَلْخالا (?)
وقال: تولي اليهود، فيسبُّون نبيك يوم السبت، وتجلسهم يوم الأحد عن يمينك، ثم صاح: اللهم هل بلغت؟ فكانت هذه الأشياء تُنْقل إلى الخليفة، فمنعه من الجلوس بجامع القَصر، فقَدِمَ السُّلْطان مسعود، فأجلسه بجامع السُّلْطان، وحضر مجلسه،