قال جدِّي: واتَّفق أنِّي دخلتُ حَمَّامًا وهو في خلوة أُخرى، فقرأَ نحو جزأين من القرآن مع الظُّلْم المجاوز للحدِّ] (?).

وكان يدَّعي الكرامات، فدخل الحمَّام يومًا بقرية في نهر الملك، فدخل عليه ثلاثة، فضربوه بالسُّيوف، وقَطَّعوه، فَحُمِلَ إلى بغداد، فمات في شعبان، ودفن بمقبرة جامع المنصور، وحُفِظَ قبره لئلا يُنْبَش، فأصبح [الناس] (?) وقد خُسِفَ بقبره، فاجتمعتِ العامةُ على سَبِّه ولَعْنه، وأظهر الله فيه عظيم قُدْرته.

محمد بن إبراهيم بن الحسين (?)

أبو جعفر، الجَرْباذَقاني، [وجرباذقان] (2) قرية من عمل أصبهان.

[ولد في سنة سبع وخمس مئة، واشتغل بالأدب، وتفقه على مذهب الشافعي، و] (2) انقطع إلى العِلْم والعبادة، وأقام بأصبهان [مدة سمع بها الحديث] (2)، وببغداد وصحب أبا الفَضْل بن ناصر حتى مات في ذي الحجة، [وصلى عليه أبو الفضل ناصر] (2) ودفن بالشُّوييزِيَّة (?) [عند أصحاب أبي النَّجيب، سمع بأصبهان من إسماعيل بن محمد بن الفَضْل وغيره، وقدم بغداد سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة (?)، وسمع خلقًا كثيرًا] (2)، وقيل: مات سنة تسعٍ وأربعين وخمس مئة.

ومن شعره: [من الطويل]

ألا ليتَ أسباب المنايا أَراحتِ ... فإنِّي أرى في الموتِ أَرْوَحَ راحةِ

وموتُ الفتى خيرٌ له من حياتِهِ ... إذا ظَهَرَتْ أعلامُ سوءٍ ولاحتِ

أنوحُ وأبكي كلَّما ذرَّ شارِقٌ ... كنَوْحِ حَمَاماتٍ على الدَّوح ناحتِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015