وفي ربيع الأول تسلَّم نور الدين [محمود] (?) بعلبك من واليها ضحَّاك، وعاد إلى حلب، وقصد خدمَتَه قرا رسلان بن سُكْمان بن داود بن أُرتُق (?)، فالتقاه وأكرمه وأنزله، وأَحْسنَ إليه، ووصَلَهَ، ثم عاد عنه مسرورًا.

وفيها وقع الخُلف بين أولاد الملك مسعود، فأَصلح نور الدين بينهم، ثم عادوا، فسار نور الدين إلى الأعمال المختصَّة بالملك قليج رسلان بن الملك مسعود بن [قليج رسلان بن] (?) سليمان بن قُتُلْمش ملك قُونية وما والاها، فملك عِدَّةً من قلاعها بالأمان، وبعضها عَنْوَةً، وكان قليج رسلان وأخواه ذو النُّون ودولات مشغولين بمحاربة أولاد الدَّانشمند، وكانوا قد التقوا على مدينة أقصرا، فظهروا على أولاد الدَّانشمند، وأعظم قليج رسلان ما بدا من نور الدين، وكاتبه منكرًا عليه مع ما بينهما من الصِّهْر والموادعة، فاعتذر نور الدين، وبقي الأمر على حاله.

فصل: وفيها قُتِلَ

أحمد بن محمد الحُوَيزِي (?)

[من أهل الحويزة] (1)، كان عاملًا للمقتفي على نَهْر الملك، وكان أظلم العالم، يعلق الرِّجال بأرجلهم، والنِّساء بثديهنَّ في السَّواد ويعاقبهم بين يديه، ويتنمَّسُ (?) بالدِّين والسَّجَّادة الزَّرْقاء تحته، والسُّبْحة بيده، وهو يسبِّحُ ويقرأُ القرآن والنَّاس يعذَّبون بين يديه، والسُّبْحة بيده [ويومئ إلى الجلاد: الرأس والوَجْه، وما كان مقصوده بإظهار الدِّين إلا أنَّه يرتقي من مرتبة إلى مرتبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015