وفيها دخلتِ الغُزُّ نيسابور، ونهبوا وسَبَوا، وقتلوا أعيانها، منهم محمد بن يحيى شيخ الشَّافعية، وقتلوا بها نحوًا من ثلاثين ألف نسمة، وكان سنجر معهم عليه اسم السَّلْطنة وهو معتقل على الوَجْه الذي ذكرنا.

وفي ربيع الأَوَّل نزل الخليفةُ على دَقُوقا (?) فحاصر أهلها، فَصَعِدَ النِّساء والصِّبْيان على الأسوار، وصاحوا: يا أمير المؤمنين، ارحمنا لله تعالى. فرحل عنهم.

وفي رجب كانت وقعةٌ بين عسكر الخليفة وشَمْلة التُّرْكماني، فهزموه، وتبعوه إلى مضيق، فخرج عليهم كمين، فهزمهم وأسر أعيانهم، ثُمَّ أطلقهم وأحسن إليهم، واعتذر إلى الخليفة، فَقَبِلَ عُذْره، وسار إلى خُوزستان، فملكها، وانزاح عنها ملك شاه بن محمود بن محمد بن ملك شاه.

وفي شوَّال وَصَلَ إلى بغداد سليمان شاه بن محمد، وكان محبوسًا بقلعة قَزْوين، فأخرجه فرج الخادم بعد موت مسعود أخيه وقتل خاصبك، واجتمع إليه أمراءُ تلك الناحية، وجاؤوا به إلى هَمَذَان، فأجلسوه على التخت، وكان السُّلْطان محمد قد مضى إلى أصبهان، وبلغه الخبر، فقصد همذان، فهرب سليمان شاه في جماعةٍ يسيرة، فلما قَرُبَ من بغداد أرسل الخليفة إليه يوسف الدِّمشقي مدرس النِّظامية، فقال: في أي شيء جئتَ؟ فقال: أنا عبد العَتَبة، ما جئتُ إلّا مستجيرًا بها، وملتجئًا إليها. فَشَرَطَ أن لا يترك دار المملكة، ولا يطلب السَّلْطنة عليه، فحلف، وأخرج الخليفةُ إليه ولد الوزير ابن هُبيرة، وعلى رأسه الشمسة، وخلفه الأعلام السُّود، فنزل سليمان شاه بباب النوبي، وقبَّل العتبة، وحُمِلَ إلى دار خواجا أحمد، وحُملت إليه الإقامات. ثُمَّ جلس له الخليفة واستدعاه، وخَلَعَ عليه وعلى الأَعْيان من أصحابه، وبعث إليه بالمال والخيل وغيرها.

[وفيها] (?) حجَّ بالناس قيماز، وخَرَجَ المقتفي لوداع الحاجّ، فبلغ الكوفة، وخَرَقَ أسواقها، وعاد إلى بغداد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015