من عُصاةٍ أضمروا الغَدْرَ فهم (?) ... أَهْلُ نَصبٍ ونفاقٍ وعنادِ
قتلوا الظَّافر ظُلْمًا وانتحوا ... لبني الحافظ بالبيضِ الحِدادِ
واعْتدى عَبَّاس فيهمْ وابنُه ... مثلَ عُدْوان يزيدٍ وزِيادِ
مِثْل سَفْرٍ قتلوا هادِيهُمْ ... ثُمَّ ضَلُّوا ما لهمْ مِنْ بَعدُ هادِ
جاءهمْ في مثل ريح صرصر ... فتولوا مِثْلَ رَجْلٍ من جَرَادِ
بعدما غَرَّهُمُ إملاؤه ... ولهيبُ الجَمْرِ من تحت الرَّمادِ (?)
وقال الجليس بن الجَبَّاب: [من الطويل]
سَقَتْها بأكنافِ العميم الغمائِمُ ... رسومٌ لها تبكي المطيُّ الرَّواسمُ
عطاءٌ مُتاحٌ لم تُعِقْه عوائِقٌ ... ومالٌ مباحٌ لم تَصُنْه الخواتِمُ
وبَذْلُ لُهى يجنى بأيْسره الغِنى ... هو الجودُ لا ما ظَنَّ كعبٌ وحاتِمُ
إلى ملكٍ يعلو الملوكَ مَحَلُّه ... كما تعتلي فوق الكعوبِ اللَّهازِمُ
يَحُفُّ به من آلِ رُزِّيك صِيدُها ... كما حَفَّ بالبَدْرِ النُّجومُ الهوائِمُ
له في ذَرَا غَسَّان بيتٌ مُطَنَّبٌ ... فِنا الحَظِّ أوتادٌ له ودعائِمُ
ولما ترامى البَرْبَرِيُّ بجهلِهِ ... إلى فَتْكةٍ ما رامها قَطُّ رائِمُ
وجاهَرَ بالوُدِّ القديم منافقًا ... وأظهر نُصحًا وهو للغِشِّ كاتِمُ
ركبْتَ إليه مَتْنَ عَزْمتك التي ... بأمثالها تُلْقى الخطوبُ العظائِمُ
وقُدْتَ له الجُرْدَ العِتاقَ كأَنَّما ... قوائمُها عند الطِّرادِ قوادِمُ
وقمتَ بحقِّ الطالبيِّينَ طالبًا ... وغيرُك يُغْضي دونه ويُسالم
أَعَدْتَ إليهمْ مُلْكهُمْ بعدما لوى ... به غاصِبٌ حَقَّ الأمانةِ ظالِمُ
فما غالِب إلا بَنْصرك غالِبٌ ... ولا هاشمٌ إلا بسَيفكَ هاشمُ (?)
من أبيات.