وكان مجاهد الدين بزان في القلعة محبوسًا فأُطْلق، ووصل الرَّئيس مؤَيَّد الدِّين بن الصُّوفي إلى داره غير متعرِّضٍ لشيء من الولايات، وكان مريضًا، فتوفي في ربيع الأوَّل، ودفن في داره، [وكان في نِيَّته فساد] (?)، فَسُرَّ النَّاس بموته (?).
وأقام مجير الدِّين بحمص، ثم كاتَبَ أحداثَ دمشق في إثارة الفِتنة، وبلغ نور الدين، فأعطاه بالس (?) ليبعد عن دمشق، فلم يرض بها، ومضى إلى بغداد، فبنى بها دارًا مقابل النِّظامية، وأقام بها حتى مات، [وسنذكره] (?).
وفيها قتل الظَّافر صاحب مِصر.
وفيها وصلت مراكب الفرنج إلى تِنِّيس، فقتلوا وأسروا ونهبوا وعادوا.
وحَجَّ بالناس من العراق قيماز.
فصل: وفيها توفي
أبو القاسم النَّيسابوري، الإمام الفاضل، الزَّاهد الوَرع، قرأ القرآن، وسَمِعَ الحديث، وكان قَنُوعًا باليسير، أوصى إليه قريبٌ له بأن يفرِّقَ ماله على الفقراء، فلما حَضَرَ بين يديه المال كان فيه مِسْكٌ، فلمَّا أراد تفرقته سدَّ أنفه، وقال: إنَّما يُنْتَفَعُ منه بريحه.
ولما استولى الغُزُّ على نيسابور قبضوا عليه، وأخرجوه ليعاقبوه، فشفع فيه السُّلْطان سنجر، وقال: هذا رجلٌ صالح، لقد كنتُ أمضي إلى زيارته والتبرُّكِ به فلا يمكِّنُني من الدُّخول عليه، فاتركوه لأجلي [فإنه له عليَّ حق] (?)، فتركوه، وكانت وفاته في المحرَّم بنيسابور، [سمع أبا سَعد الحِيْري، وأبا بكر الشِّيرُويي] (6)، واتفقوا عليه (?).