وما شَعَراتُ الشَّيْبِ إلا نوابلٌ ... لها في سُوَيداء الفُؤاد سِهامُ
وبينَ قِبابِ الحيِّ من آل عامرٍ ... شموسُ ضُحًى أفلاكُهُنَّ خيامُ
لهنَّ شروقٌ في حَشَاها ومَغْرِبٌ ... ومنها إليها رِحْلةٌ ومُقامُ
كان مجير الدِّين أحضره من بَعْلَبَك بنفسه، وفوَّض إليه أمور دمشق، فاستبدَّ بالأمور، ومَدَّ يده إلى الظُّلْم، وأَطْلق لسانه بالهُجْر والفُحْش، فقبضَ عليه مجيرُ الدِّين، واستولى على ما في داره، وطالبه بتسليم بَعْلبك، وضَرَبَ عُنُقَه في ذي الحِجَّة، وسُرَّ النَّاسُ بقَتْله لظُلْمه، ونهبوا بيوتَ أصحابه. ويقال: إنَّ نور الذين أشار على مجير الدِّين بقتله ليتمكَّنَ منه.
[فصل (?): وفيها توفي
واسمه علي بن محمد (?)، وكنيته أبو الحسن الحنفي. ذكره الحافظ ابن عساكر، وقال: تفقَّه بما وراء النَّهر على البُرْهان بن مازه ببخارى، وعلى جماعة من الأئمة، وسمع الحديث بما وراء النهر وبغداد ومكة، وقدم دمشق في سنة بضع عشرة وخمس مئة، فنزل المدرسة الصادرية بباب البريد، ومدرِّسها يومئذ علي بن مكي (?) الكاساني، فَعُقِدَ له مجلس المناظرة,