وقال أيضًا من شعره: [من الرمل]
وبأكنافِ المُصَلَّى جِيْرةٌ ... لا يُجيرونَ مُحبًّا من غَرَامْ
شغلوا كلَّ فؤادي بهوًى ... وأمالوا كلَّ سَمْعٍ عن سلامْ
ما عليهمْ لو أباحوا في الهوى ... ما عليهم من صفاتِ المُسْتَهامْ
وقال في وصف مغني: [من البسيط]
والله لو أنصفَ الفِتْيان أَنْفُسَهُمْ ... أعطوكَ ما ادَّخروا منها وما صانوا
ما أنتَ حين تغنِّي في مجالسهم ... إلّا نسيمُ الصَّبا والقومُ أغصانُ (?)
وولده الموفق (?) فاقَ أبناءَ جنسه في حُسْن الخَطِّ، وتقلَّد ديوان الاستيفاء (?) لنور الدين محمود بن زَنْكي، وتقدَّم عنده تقدَّمًا زائدًا بحيث فوَّض أموره إليه، وكان يقف ببابه بعضُ ممدوحي أبيه، ويسترفدونه، فيستحي، فَيَتَّبَّعُ شِعْرَ أبيه الذي في أيدي النَّاس، واجتهد أنْ يُسْقطَ منه المدائح، فلم يقدر لانتشاره، وَمَدَحُه الحسين بن عبد الله بن رواحة (?)، فقال: [من الطويل]
دَعَوْتُك مُشْتاقًا لنَيْلِ صَنيعةٍ ... فكنتَ إلى بَذْلِ الصَّنائعِ أَشْوقا
وكم عُقَدٍ حُلَّتْ بعَزْمِك لم تكنْ ... تُحَلُّ بعَزْمٍ من سِواكَ ولا رُقى
تفاءَلَ نورُ الدِّينِ باسْمِك مِثْلما ... هوى منكَ نَعْتًا في الأُمور مُحَقَّقا
فأصبحَ نورُ الدِّين في المُلْكِ خالدًا ... كما كان في الرَّأي السَّعيدِ مُوَفَّقا (?)