[فصل: وفيها توفي] (?)
[كما ذكرنا، وقد ذكرنا سيرته مفرَّقة في السنين، و] (1) لم ير أحدٌ ما رأى من الملوك والسَّلاطين، فلما كان في هذه السنة مَرِضَ على هَمَذَان بأمراضٍ حادَّة، وعَسُرَتْ مداواتُه، فتوفي [في] (1) سلْخ جُمادى الآخرة، وكانت أيامُه نيفًا وثلاثين سنة، وسمع الحديث [من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيره] (1).
ولما مات اجتمعَ رأي الأُمراء على تقرير ملك شاه بن محمود بن محمد ابن أخي مسعود، وكان مقدَّمُ العساكر والمشارُ إليه خاصبك بن البلنكري، فأجلسوا ملك شاه ثلاثة أشهر، وقيل: خمسة، ثم عَنَّ لخاصبك أن يقبضَ عليه وعلى أخيه محمد بن محمود، وينفرد بالمُلْك لبُعدِ سنجر عنه، فقال لملك شاه: إني أُريد المُلْك لكَ من غيرِ منازع، وأخوك ينازِعُك، والمصلحة أنَّني أقبض عليك وأكتبُ إلى أخيك، فإذا وصل قَبَضتُ عليه، وسَلَّمْتُه إليك. فقال: افعل. فَقَبَضَ عليه، وكتَبَ إلى محمد وهو بخُوزِسْتان يدعوه إلى السَّلْطنة، فجاء إلى هَمَذَان، فجلس على التَّخْت، ودَخَلَ النَّاسُ يهنِّئونه، ويخاطبونه في أشياء، فقال: ما لي في هذا الأمر شيء، حديثكم مع الأمير خاصبك، فهو الوالد، والكلُّ تحت يده. وقدَّم له خاصبك من المال والخيل والمماليك والخدم والجواهر شيئًا كثيرًا، وأقام بهَمَذَان أيامًا، وبلغه ما في نَفْسِ خاصبك من التَّدْبير عليه، فاستدعاه وزَنْكي الخازْندار (?)، وشملة التُّرْكماني وهو في أعلى قصر المملكة، فلما صَعِدوا دَرَجَ القَصر أحسَّ شملة بالشَّرِّ، فقال لخاصبك: ارجع، فما هذه علامةُ خير. فلم يرجع، فلمَّا حَصَلوا في بعضِ مضايق القَصر أخذتْهم السُّيوف،