طال إشرافًا فحين سما ... توَّجُوها ما به شَرُفا
من أنابيبَ تميسُ إذا ... طَيرُ شاذِرْوَانها هَتَفا
مُغْرَمٌ بالبَهْو فَهْو متى ... هَفَّ مِنْ شوقٍ إليه هفا
وقال: [من الطويل]
ولي زَفَرَاتٌ تَسْتَهِلُّ صبابةً ... عليكُمْ إذا بَرْقُ العقيقِ تأَلَّقا
أَلِفْتُ الهوى حتى حَلَتْ لي صروفُهُ ... ورُبَّ نعيمٍ كان جالبَه شقا
ألذُّ بما أشكوه مِنْ ألمِ الجوى ... وأَفْرَقُ إنْ قلبي من الوَجْدِ أفرقا
وأذْهَلُ حتى أَحْسِبُ الصَّدَّ والجفا ... بمُعْتَرَكِ الذِّكرى وصالًا ومُلْتقى
فها أنا ذو حالَيْنِ أما تَصَبُّري ... فحيٌّ وأما سَلْوتي فلكَ البقا (?)
وقال في دمشق: [من البسيط]
أرضٌ تُحاكي الأماني مِنْ محاسنِها ... بحيثُ تَجْتَمِعُ الدُّنيا وتَفْتَرِقُ
إذا شدا الطَّيرُ في أغضانِها وَقَفَتْ ... على حدائقها الأسماعُ والحَدَقُ
وقال: [من البسيط]
يا أهلَ بابلَ أنتمْ أَصلُ بِلْبالي ... رُدُّوا فؤادي على جُثْمانيَ البالي
لا، واعتناقِ هواكُمْ بعد فُرْقتِكُمْ ... ما كان صَرْفُ النَّوى منكُمْ على بالي
وإنَّما اعترضَتْ بيني وبينكُمُ ... نوائبٌ أَرْخَصَتْ من دَمْعيَ الغالي
لولا مكانُ هواكُمْ مِنْ محافظتي ... لما صرفْتُ إليكُمْ وَجْه آمالي
سَلَوْتُ عن غيركُمْ لَمَّا عَلِقْتُ بكم ... وَجْدًا أَلا فاعْجبوا للعاشقِ السَّالي
فانْظُرْ إلى عَبَراتي بَعدَ بُعدِهمُ ... إنْ أنتَ لم ترَ حالي بعد ترحالي
أقول للائمِ المُهْدِي ملامتَهُ ... ضلالةُ القَلْبِ في أكناف ذي ضال
دَعْني أَفُضَّ شؤوني مِنْ معالمها ... فالدَّمْعُ دمعيَ والأطلالُ أطلالي (?)