يَلْقاكَ في شَرَفِ العُلا متواضعًا ... حتى يُرى المقصودُ مِثْل القَاصِدِ
أُمْنيَّةٌ للمُعْتفي ومَنِيَّةٌ ... للمُعْتَدِي وشريعةٌ للوارِدِ
لا تَحْسِبُوا أَنِّي انفَرَدْتُ بحَمْدِهِ ... هيهاتَ كم لمحمَّدٍ مِنْ حامِدِ
مَجْدٌ على عرش السِّماكِ وهِمَّةٌ ... ترقى السُّها بجناحِ جَدٍّ صاعِدِ
أنا روضةٌ تُزْهى بكلِّ عجيبةٍ ... أفرائدي من لم يَفُزْ بفرائدي؟
إنْ ساقني طَلَبُ الغِنى أو شاقني ... حُبُّ العُلا فلقد وَرَدْتُ موارِدِي
ومتى عددتُ إلى نَدَاك وسائلي ... اعدَدْتُ قَصدي من أَجَلِّ قصائِدِي
حتى أعودَ من امتداحك حاليًا ... وكأنَّني قُلِّدْتُ بعضَ قلائدي
ما كانت الأيامُ تُخْلِفُ مَوْعِدِي ... أبدًا وحُسْنُ الظَّنِّ عندك رائدي (?)
وقال أيضًا من شعره: [من المديد]
مَنْ لقلبٍ يألَفُ الفِكَرا ... أو لعينٍ ما تذوقُ كَرَى
ولصَبٍّ بالغَرَامِ قضى ... ما قضى في حُبِّكُمْ وطَرَا
وَيْحَ قَلْبي من هوى قَمَرٍ ... أنكرتْ عَيْني له القَمَرا (?)
وقال يمدح بني الصُّوفي [وقد بنوا] بَهوًا وبِرْكةً فيها شاذِرْوان (?): [من المديد]
يا بنيّ الصُّوفي زرْتُكُمُ ... طائفًا بالبيتِ مُعْتْكِفا
فرأيتُ الغيثَ مُغْترفًا ... مِنْ أياديكُمْ ومُعْترفا
من رأى أخلاقَكُمْ أَنفا ... أنْ يَرُوْدَ الرَّوْضةَ الأُنُفا
ذاتُ بَهْوٍ مَنْ ألمَّ بها ... وصفَا تَحْبيرُهُ وَصَفا
عاقِد في الجوِّ منطقَه ... لا يرى طَرْفٌ لها طَرَفا