قال الحافظ ابن عساكر: كان ابن القيسراني يتولى] (?) عمل السَّاعات التي عند باب جيرون [على] (1) الدَّرج، وبلغ شمس الملوك أنه هجاه، فتنكَّر له، فهرب إلى حلب (?).

ومدح نور الدين محمود، وجمال الدين الوزير [الموصلي] (1) ومجير الدِّين أبق وغيرهم [من الأعيان وغير الأعيان] (1)، وديوانه مشهور، وعاد إلى دمشق، فتوفي بها في صفر، ودفن بباب الفراديس.

وقال ابن القلانسي: وصل الشيخ الأديب أبو عبد الله محمد بن صغير القَيْسراني الشَّاعر من حلب [يوم الأحد الثَّاني عشرة من شعبان سنة] (?) ثمانٍ وأربعين وخمس مئة إلى دمشق، فاستدعاه (?) مجير الدِّين، فحضر مجلسه، وأنشده قصيدةً حسنة [مقيدة، فأجازه] (1)، ووصله أحسنَ صِلة، واتفق له حُمَّى حادَّة، وتبعها إسهالٌ مُفْرط، فقضى نحبه يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان [هذه السنة، وكان أديبًا، فاضلًا، شاعرًا، مترسلًا، بليغ النَّظْم، مليح المعاني، وله يد قوية في علم النُّجوم والأحكام وحفظ التواريخ، وكان بينه وبين أبي الحسين أحمد بن منير مشاحناتٌ على قديم الزَّمان، فماتا على ذلك، وبينهما في الوفاة مدة يسيرة] (?).

ومن شعره يمدح الوزير جمال الدِّين محمد المَوْصِلي: [من الكامل]

ليتَ القلوبَ على نظامٍ واحدِ ... ليذُوقَ حَرَّ الوَجْدِ غيرُ الواجِدِ

ما زال صَرْفُ الدَّهْرِ يَقْصِدُ هِمَّتي ... حتى صَرَفْتُ إلى الكِرامِ مقاصدِي

وإذا الوفودُ إلى الملوك تبادَرَتْ ... فعلى جمالِ الدِّين وَفْدُ محامِدِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015