من أعيان العلماء، وأكابرِ الفُضَلاء، عاش تسعين سنة، وكان أشعرَ أهلِ زمانه، فحاز على شعره بألف دينار، ومن شعره: [من السريع]
ليتَ نسيمًا رَقَّ قد رَقَّ لي ... ممَّا بقلبي الهائمِ المُغْرَمِ
فأخبرَ الظَّاعِنَ عن قاطنٍ ... وبلَّغَ المُنْجِدَ عن مُتْهِمِ
لا خَضِلَتْ أَرْدانُه سُحْرةً ... مِنْ سَيْبِ وادٍ مُتْرَعٍ مُفْعَمِ
ولا هفا وَهْنًا على زَهْرَةٍ ... أَوْ أُقحوانٍ طَيِّبِ المَنْسَمِ
إنْ لم يُبَلِّغْ سَهَرِي مُسْهِري ... أَوْ لم يَصِفْ سُقْميَ للمُسْقِمِ
ويقال له ابن صغير، القَيسراني الشَّاعر [ذكره الحافظ ابن عساكر، والعماد الكاتب في "الخريدة"، وأبو سَعد بن السَّمْعاني في "الذَّيل"] (?).
ولد بعكا [في] (3) سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مئة، ونشأ بقَيسارية السَّاحل [فلذلك تسمَّى بها] (3)، ولما استولتِ الفرنج على السَّاحل انتقل إلى حلب ثم [أتى] (3) إلى دمشق [فأخذ الأدب عن توفيق بن محمد (?).