وقال في الرِّزْق: [من الطويل]
وقائلةٍ سِرْ وابْتَغِ الرِّزْقَ طائفًا ... فإنَّك فيما لا يفيد لطائفُ
فقلتُ دَعيني ربَّ ساعٍ مخيَّبٍ ... وللهِ في كلِّ الأمورِ لطائِفُ (?)
وقال: [من الطويل]
رمَتْني صروفُ الدَّهْرِ بين معاشرٍ ... أصحّهم وُدًّا عدوٌّ مخاتِلُ
وما غُرْبةُ الإنسانِ في بُعدِ داره ... ولكنَّها في قُرْبِ من لا يُشاكِلُ (?)
وقال، وكان قد حُبس: [من الطويل]
ولو لم أكن حُرَّ الخلائقِ ماجدًا ... لما كان دَهْري ينطوي بي على ضِغْنِ
وما مَرَّ بي كالسِّجْن فيه مُلِمَّةٌ ... وشَرٌّ من السِّجْن المصاحِبِ في السِّجْنِ
أظنُّ الليالي مُبْقياتي لحالةٍ ... تُبدِّلُ فيها حالتي هذه عنِّي
وإلا فما كانت لتُبْقي حُشاشتي ... على طُول ما ألقى من الذُّلِّ والغَبْنِ
وكم شامِتٍ بي أن حُبِسْتُ وما درى ... بأنَّ حُسامًا صِينَ حدَّاه بالجَفْنِ
متى صَفَتِ الدُّنيا لحُرٍّ فأبتغي ... بها صَفْوَ عيشٍ أو خُلُوًّا من الحُزْنِ
وهل هي إلا دارُ كلِّ مُلِمَّةٍ ... أَمَضّ لأحشاءِ الكرامِ من الطَّعْنِ (?)
وأحسن ما قال: [من الطويل]
سَكَنْتُكِ يا دارَ الفَناءِ مُصَدِّقًا ... بأنِّيَ في دارِ البقاءِ أصيرُ
وأَعْظَمُ ما في الأَمْرِ أنِّيَ صائِرٌ ... إلى عادلٍ في الحُكْمِ ليس يجورُ
فيا ليتَ شِعْري كيفَ ألقاه بعدها ... وزادي قليلٌ والذُّنوب كثيرُ
فإنْ أكُ مَجْزِيًّا بذنبي فإنَّني ... بحَرِّ عذابِ المُذْنبين جديرُ
وإن يكُ عفوٌ ثُمَّ فَضْلٌ ورحمةٌ ... فَثَمَّ نعيمٌ دائمٌ وسرورُ (?)
توفي في سنة ست وأربعين، وقيل: سنة تسعٍ وعشرين وخمس مئة.