[فصل: وفيها توفي
أبو المعالي الجِيْلاني، تفقَّه على أسعد المِيْهني، سمع الحديث، وكان فاضلًا زاهدًا، لم يكن له بيت يأوي إليه إلا المساجد الخراب، لا يقبل بِرَّ أحد، خَرَجَ إلى الحج، فأغارت العرب على الحاج، فانقطع بفَيْد، وأقام بها حتى مات، وكان أهل فَيْد يصفونه بالزهد والورع] (?).
[المُقْرئ] (2) ويعرف بالأحدب، المُعَلِّم البغدادي، مات ببغداد [وذكره العماد في "الخريدة" وقال] (2): وماتت ابنة له فرثاها، فقال: [من الطويل]
ولستُ براضٍ بالبكاءِ بُنَيَّتي ... عليكِ إلى أنْ أَمْزُجَ الدَّمْعَ بالدَّمِ
فلو أَنَّ جَفْني دائمًا ببكائِهِ ... على قَدْرِ حُزْنِ تستحقينه عَمِي
وإني بِمثْلِ الكَأْس بعدَكِ شارِبٌ ... كما شَرِبَ الماضون من لَدُ (?) آدَمِ
فلا بَلِيَتْ تلك العِظامُ فإنَّها ... بقيةُ جسمي لم تدنَّسْ بمأْثَمِ (?)
كان شجاعا، جَوَادًا، وكان قد استوحش من السُّلْطان، فبعث إليه يتهدَّده [وهو بالحِلَّة] (2)، فقال لرسوله: قل له: مثلي ما يُهدَّد؛ لأنَّ قصارى أمري أن تخرجني من جُدْران الحِلَّة، وتبعدني عن أَوْساخها، فأسكن في فيافي بني أسد، وأقنع بخيام