ولد في نصف ربيع الأَوَّل سنة سبعٍ وأربعين (?) وأربع مئة، وسَمِعَ الحديث وتفقَّه، وكان المسترشدُ يحبُّه، وكان مهيبًا وقورًا؛ قَلَّ أَنْ تُسْمع منه كلمة، وطالت ولايته، فأحكمه الزمان، وخَدَمَ الرَّاشد، وناب في الوزارة، ثم استوحش من الرِّاشد، فخرج إلى المَوْصِل، ووصَلَ الرَّاشد، وبلغه حديثُ المحضر الذي ثبت عليه، فقال له: اكتب خطَّك بإبطالِ ما جرى. فامتنع، فتواعَدَه زَنْكي، وناله بشيء من العذاب، ثم أَمَرَ بقتله، فَدَفَعَ الله عنه، ثم بعث المقتفي وطلبه، فبعث به زنكي إليه فبايعه، ثم ناب في الوزارة، ثم إنَّ المقتفي أَعْرَضَ عنه بالكُلِّية، وولَّى ابن المُرَخِّم، فأبطل أَحكامه، ولم يبق له توقيع ينفذ إلا اسم القضاء لا غير، فَمرِضَ أيامًا، وماتَ يوم عيد النَّحْر، وصلَّى عليه ابنُ عمِّه طلحة بن علي (?) نقيب النُّقباء، ودُفِن إلى جانب أبيه.

وقال ابنُ القلانسي: صلَّى عليه المقتفي (?).

ورآه بعضُ أصحابه في المنام، فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال له: اذهب إلى [أبي عبد الله يعني ابن البيضاوي القاضي، وهو ابن أخي قاضي القضاة، وأحد أوصيائه] (?) وقل له: لِمَ تضيِّق صَدْر غُصن وشهية؟ يعني سراريه. فقال له الرجل: فما فعل الله بك؟ فقال: غَفَرَ لي. ثم أنشد: [من الطويل]

وإنَّ امرءًا ينجو من النَّار بعدما ... تَزَوَّدَ مِنْ أعمالها (?) لسعيدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015