وأصبح الرجل، فجاء إلى ابن البَيْضاوي، فأخبره بالمنام، فقال: سبحان الله! والله لقد بتُّ متفكرًا في تقليل ما ينوبهن، أما الآن فلا أُغَيِّر عليهن شيئًا.

وكان فاضلًا عفيفًا، وإنما نقم عليه المقتفي بسبب المحضر الذي أثبته على الرَّاشد، ولم يكن له فيه ذنب، وإنما ابنُ عمه الوزير [ابن] (?) طِراد حمله عليه.

يوسف بن دُوْناس بن عيسى (?)

أبو الحَجَّاج، الفقيه المالكي، المَغْربي، الفِنْدلاوي. [ذكره الحافظ ابنُ عساكر، وقال: ] (3) قدم الشام حاجًّا، وسكن بانياس مُدَّة، وانتقل إلى دمشق، فاستوطنها، [ودرَّس بها مذهب مالك، وحدَّث بالموطأ وغيره. قال الحافظ: وعلَّقت عنه أحاديث يسيرة] (3)، وكان شيخًا، حَسَنَ المفاكهة، حُلْو المناظرة، شديد التَّعصُّبِ لأَهْل السُّنَّة، كريمَ النَّفْس، مُطَّرحًا للتكلُّف، قويَّ القلب، صاحب كرامات.

[ذكر مقتله] (?): ولما كان اليوم السَّادس من ربيع الأول (?) أول قتال الفرنج لدمشق خرجَ [الفِنْدلاوي] (3) راجلًا ومعه أصحابه فالتقاه معين الدِّين أُنَر، فقال [له] (3): يا شيخ، إنَّ الله قد عَذَرَك، ليس لك قوةٌ على القتال، ونحن نكفيك، فارجع. فقال: قد بعتُ واشترى، لا أَقيلُه ولا أَسْتقيله، وقرأ {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} الآية [التوبة: 111]، ومضى نحو الرَّبوة، فالتقاه طُلْبٌ (?) بين الرَّبوة والنَّيْرب، فقتلوه، [فقال (?) أبو الحكم الأندلسي هذه الأبيات: [من الهزج]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015