ولد ليلة الثلاثاء السَّابع والعشرين من شعبان سنة أربع وستين وأربع مئة، وقرأ القرآن، وسمع الحديث، وقرأ الأدب، وصنَّف الكتب في القراءات، وأَمَّ النَّاس في المسجد نحوًا من ستين سنة، وقرأ عليه القرآن خَلْقٌ لا يحصون، منهم جدِّي، وشيخنا أبو اليُمْن الكِنْدي، وسمعا منه الحديث. وذكره جدي في "مشيخته"، وقال: لم أسمع قارئًا أطيبَ نغمةً ولا أَحسنَ أداءً منه على كِبَرِ سِنِّه (?)، وكان ظاهر الكياسة والظَّرافة، حَسَنَ العِشْرة للعوام والخواصّ، وكانت وفاته يوم الاثنين تاسع عشرين شعبان (?)، وصلَّى عليه الشيخ عبد القادر بجامع القَصر وجامع المنصور، وكانت له جِنازةٌ عظيمة. قال جدي: ما رأيت مثلها، كان أول الناس عند قبر أحمد، وآخرهم في نهر المعلى، وغُلِّقت أسواق بغداد، ودفن في دكة أحمد بن حنبل عند جده أبي منصور (?)، وسمع خلقًا لا يحصون، وكان صائمًا قائمًا] (?).

عبد الرحيم (?) بن المُحَسِّن

ابن عبد الباقي، أبو محمد، التَّنوخي.

كان شاعرًا فصيحًا، مات بميَّافارِقين سنة اثنتين وأربعين، وقيل: سنة إحدى وأربعين، ومن شعره: [من البسيط]

هاجَ اشتياقَك بَرْقٌ خاطِفٌ لمعا ... وَهْنًا ونوحُ حمامِ الأَيك قد سَجَعا

أضاءَ منه الحِمى لمَّا تألَّقَ مِنْ ... أكنافِ نَجْدٍ فأذكى الوَجْدَ والجَزَعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015