يوم السبت عاشر المحرَّم، وصلَّى عليه الغَزْنوي بجامع القَصر، وصلَّى عليه قاضي القضاة الزَّينبي والأعيان، ودفن إلى جانب عبد الله بن أحمد بن حنبل بوصيةٍ منه.

سمع طِرَادَ بنَ محمد الزَّينبي، وابن البَطِر، وثابت بن البُنْدار، وخَلْقًا كثيرًا، وكان صالحًا ثقة، وأخرج جدِّي رحمه الله عنه في "المشيخة"، وقال: قرأتُ عليه الكثير.

وأثنى (?) عليه] (?).

فصل: وفيها قُتِلَ

الأمير عَبَّاس شِحْنة الرَّي (?)

كان شجاعًا شَهْمًا، جَوَادًا، يباشر الحروب بنفسه، وكان قد تغيَّر على السُّلْطان مسعود، فما زال به حتى أصلحه، فَقَدِمَ بغداد، فأكرمه وقَرَّبه، وكان ينادمه، فقال الأُمراء لمسعود: ما بقي لنا عدو غير عباس وما نأمنه. فاستدعاه في ذي القَعدة، فلما صار في دِهْليز الدَّار وَثَبَ عليه جماعة، فقتلوه، ورُمي ببدنه في دِجْلة، وبرأسه إلى ظاهر الدَّار، فثار العوام، وبكوا وضَجُّوا، وقالوا: قَتَلْتَ عَبَّاسًا الصَّائم القائم المصلي الذي ما ارتكب كبيرةً قط، وتولي علينا البلالي، وترضى بابن المُرَخِّم (?)؟ ! فوعدهم بعزلهما، فسكنوا، وقيل: إنَّه لم يُرْمَ بَدَنُه في الشَّطِّ، وإنما حُمِلَ إلى المشهد الذي مقابل دار السُّلْطان، فدفن فيه.

وكان كثيرَ الصَّدقَات، يُكْرِمُ الوافدين عليه، وحُكي أَنَّه ما شَرِبَ خمرًا ولا زنى قط، وأنه قَتَلَ من الباطنية ألوفًا، وبنى من رؤوسهم منارةً.

[وفيها توفي

عبد الله بن علي بن أحمد (?)

ابن عبد الله، أبو محمد، المقرئ الحَنْبلي، سِبْط الشيخ أبي منصور الزَّاهد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015