[يدَّعي] (?) المعرفة والمكاشفة وعلوم الباطن، [وكان عاريًا من علوم الشريعة، ولم ينفق إلَّا على الجُهَّال] (2) وكان ابنُ عقيل ينفِّرُ النَّاسَ عنه، [حتى إنه بلغه أنَّه] (2) يعطي كلَّ من تصيبه الحُمَّى لوزةً وزبيبة ليأكلها فيبرأ، [فبعث إليه ابن عقيل: إنْ عُدْتَ إلى مثل هذا ضربتُ عُنُقك. فكان يقول: ابن عقيل عدوي] (?)، وصار النَّاسُ ينذرون له النُّذور، فيقبل الأموال، ويفرِّقُها على أصحابه، ثم كره قَبُول النُّذور لقول النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن النَّذْر يُسْتَخْرَجُ به من البخيل" (?)، [فصار يأكلُ بالمنامات، كان يأتي الرَّجلُ فيقول: قد رأيتُ] (?) في المنام قائلًا يقول: أعطِ حمَّادًا كذا وكذا. فاجتمعَ له أصحابٌ ينفق عليهم مما يفتح له، وماتَ في رمضان، ودُفِنَ بالشُّونِيزِيَّة.
[هذا صورة ما ذكر جدي رحمه الله في "المنتظم" (?).
قلت: أما تعرض ابن عقيل لهذا الرَّجل الصالح، فلو ستر ابن عقيل نفسه كان أصلح، فإن الرَّجل كان من الأبدال] (?)، وقد أدركتُ جماعة من الأكابر يحكون عن الشيخ عبد القادر عن حماد من الكرامات ما يشبه المتواتر.
وأما حديث اللَّوْزة والزَّبيبة فهذه عادةُ المشايخ في حسن الظَّنِّ بهم، وقد رأينا جماعة فعلوا ذلك فعوفوا، وأما قوله: إنَّ النَّاس كانوا يأتون إليه، فيقول الرَّجل: رأيتُ إنسانًا يقول: احملْ إلى حماد كذا وكذا، فهذا شيء لا تعلُّقٌ له به، ولا كان يدَّعيه كرامة ولا وسيلةً إلى أَخْذِ أموال النَّاس، وإنما الله سبحانه كان يلهمهم ذلك في المنام الذي هو من جنس الوحي في حق