ابن سعيد (?)، وهو الذي جمع شعر تميم وبيَّنَه وشرحه ودوَّنه، وقد وصل من شعره إلى الشام، فمنه]: [من الوافر]
أتَسْقِيني وتُسْكِرُني بِلَحْظٍ ... فلي سُكْران مِنْ هذا وهذا
فإنْ كان المُرَادُ بذاكَ قَتْلي ... على حُبِّيكِ صبرًا كان ماذا
وقد فَنِيَتْ دُموعي مِنْ جُفُوني ... فأمسى وَبْلُ أجْفاني رَذَاذا (?)
وقال حُميد بن سعيد: جلستُ بين يديه يومًا، فقال: قد عملت أبياتًا، وأنشد: [من البسيط]
عاهَدْتَني عَهْدَ مَنْ للعَهْد (?) ينكُثُهُ ... فَصِرْتَ تَأْخُذُ في طُرْقِ المناكيثِ (?)
حدَّثْتَني بأحاديثٍ مُنَمْنَمةٍ (?) ... فما حَصَلْتُ على غير الأحاديثِ
فالوَعد يَنشُرُني والخُلْفُ يَقتُلُني ... فَصِرْت ما بينَ مَقتُولٍ ومَبْعُوثِ (?)
[ثم قال آخر، فقال حُميد: فقلتُ] (?): [من البسيط]
يا مَن حُرِمْتُ وصالًا منه يُنْعِشُني ... وصرتُ أقْنَعُ منه بالأحاديثِ
إنِّي تَشَبَّثتُ لمَّا أنْ هُجِرتُ فما ... بغيرِ طُولِ الأسى والهَجْرِ تَشْبِيثي (?)
اللهَ في هَجْرِ مقتولٍ أَضَرَّ به (?) ... وَجْدٌ عليكَ ومَيتٍ غيرِ مبعوثِ (?)
وقيل: إنه مات سنة إحدى وخمس مئة، وقام مقامه ولده يحيى.