أيا شجراتِ النيلِ مَنْ يضمَنُ القِرى ... إذا لم يكُن جارُ الفراتِ ابنَ مزيَدِ
إذا غابَ منصورٌ فلا النورُ ساطعٌ ... ولا الفجرُ بسَّامٌ ولا النجمُ مهتدي (?)
فيها ظهر رجل بنواحي نهاوند فادَّعى النبوة، وكان يمخرق بالنجوم والسحر، وتبِعَه خلقٌ كثيرٌ، وحملوا إليه أموالهم، فكان يعطي جميع ما عنده لمن يقصده، وسمَّى أصحابه بأسماء الصحابة؛ أبا بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين.
وخرج في هذا الوقت بنواحي نهاوند أيضًا رجلٌ من ولد ألب أرسلان يطلب الملك، فطُلِبا وأُخِذا وقُتِلا في يوم واحد، فكانت مدَّتهما شهرين (?).
وفيها خرج الفرنج إلى سواد طبرية، وشرعوا في عمارة حصن بين السواد والثنية يُقال له: عال، وكان منيعًا، وبلغ طُغْتِكين، فسار في عسكره فبيَّتهم ليلًا، فقتلهم وأسرهم، وأخذ الحصين بما فيه من آلةٍ وغيرها، وعاد إلى دمشق بالأسارى [والغنائم (?)] في جمادى الآخرة.
وفي هذا الشهر ظهرَ كوكبٌ له ذؤابة كقوس قُزَح من الغرب إلى نصف السماء، فأقام ليالي ثم غاب (?).
وفيها ملكت الإسماعيلية حصن أفامية، وقتلوا خلف بن ملاعب صاحبه بأمر أبي طاهر العجمي الصانع المقيم بحلب مقام المنجم، وكان بفامية رجلٌ من دُعاتهم يقال له: أبو الفتح السرميني، فقرَّر ذلك مع أهلها، فثقبوا السور، وهجموا على ابن ملاعب فطعنوه بحربة فمات، ونادوا بشعار رضوان صاحب حلب، وكان رضوان قد بنى لهم بحلب دار دعوة، وهو أول من عملها، وبقي الحصين في أيديهم حتى أخذه الفرنج منهم سنة خمس مئة.