وقال ابن القلانسي: وفيها وصل فتح قُليج بن أرسلان إلى الرُّها، وكان بحرَّان أصحاب جكرمش، فراسلوه، فجاء، فسلَّموها إليه، ومرض، فعاد إلى ملطية، وأقام أصحابُه بِحَرَّان، فإذا يدلُّ على أنَّ قليج بن أرسلان تأخَّرت وفاته.
وفيها تُوفِّي
أبو الفوارس، البغدادي، ولد سنة ثلاث عشرة وأربع مئة، وقرأ القرآن، وبرع في علمه، وأقرأ الناس سنينَ كثيرة، وختم عليه ألوف من الناس، وسمع الحديث الكثير، وكان من كبار الصالحين الزُّهاد المتعبِّدين، وكان له ورْدٌ بين العشاءين يقرأ فيه سبعًا من القرآن قائمًا لم يقطَعْه مع علوِّ السنِّ، وبلغ سبعًا وتسعين سنة ممتَّعًا بسمعه وبصره وعقله، وكانت وفاتُه في المحرَّم، وحضر جنازته خلقٌ كثير، وغلقت أسواقُ بغداد من الجانبين، فلم يفتح الناس دكاكينهم إلا بعد أسبوع، ودُفِنَ بباب حرب، سمع من القزويني وغيره.
أبو الحارث، صاحب الحديثة، الذي خدم القائم بأمر الله لمَّا حصل عنده في الحديثة، وفعل معه ما ذكرناه، وكان كثيرَ الصلاة والصوم والصدقة، صالحًا، محبًّا لأهل الخير، وعاش ثمانين سنة.