وكانت وفاته في ذي الحجة، ودفن بباب أبْرز عند أبي إسحاق الشيرازي، وكان صدوقًا ثقة.
ابن وهب بن مُوصَلايا، أبو سعد، الكاتب، الفاضل، خدم في كتابة الإنشاء للخلفاء خمسًا وستين سنة.
وكان نصرانيًّا، فأسلم في سنة أربع وثمانين على يد المقتدي، وناب في الوزارة في أيامه وأيام المستظهر نوبًا كثيرة، وكان كريمَ الأخلاق، طاهرَ اللسان، قال بعض أصحابه: شتمتُ يومًا غلامًا لي فوبَّخني وقال: أنتَ قادر على تأديب الغلام أو صَرْفه، فأما الفواحش والخنا والقذف فإياك والمعاودةَ إليه، فإنَّ الطبع يسرق من الطبع، والصاحب يُستدَلُّ به على المصحوب.
وكانت وفاته فجأة، وكان قد أضرَّ قبل موته، فكان يُملي على ابن أخيه أبي نصر إلى أن مات، وكان عميد الدولة ابن جَهير يثني عليهما ويقول: هما يمينا الدولة وأميناها، ولا يُبرم أمرًا دونهما، ومن شعر العلاء: [من الخفيف]
[يا خليليَّ خلِّياني ووَجْدي ... فمُلامُ العَذولِ ما ليسى يُجْدي
ودعاني فقد دعاني إلى الحُكـ ... ـم غريمُ الغرام للدَّين عندي
فعَساه يرقُّ إذْ ملَكَ القَلْـ ... بَ بنقدٍ من وصلِهِ أو بوعدِ
ثمَّ من ذا يُجيرُ منهُ إذا جا ... ر ومَنْ ذا على تعديهِ يُعدي
وقال: ] [من الطويل]
أحِنُّ إلى روضِ التَّصابي وأرتاحُ ... وأمتحُ (?) في حوض التَّصافي وأمتاحُ
وأشتاقُ ريمًا كلَّما رُمْتُ صَيدَهُ ... تصُدُّ يدي عنهُ سيوفٌ وأرماحُ