غزالٌ إذا ما لاحَ أو فاحَ نشرُهُ ... تُعذَّبُ أرواحٌ وتَعْذُبُ أرواحُ
وكرخيَّةٍ (?) عذراءَ يُعْذَرُ حِبُّها ... ومِنْ زَنْدِها في الدَّهرِ تُقْدَحُ أقداحُ
إذا جُلِيَتْ في الكاسِ والليلُ ما انجلى ... تقابَلَ إصباحٌ لديكَ ومصباحُ
يطوفُ بها ساقٍ يسوقُ جِمالهُ ... نَفَاقٌ لإفسادِ الهوى فيه إصلاحُ
به عُجْمةٌ في اللَّفظِ تُغْري بوَصْلِهِ ... وإن كانَ منهُ بالقطيعةِ إفصاحُ
وغُرَّتُهُ صبحٌ وطُرَّتُه دُجًى ... ومَبْسِمُهُ دُرٌّ وريقتُهُ راحُ (?)
أباح دمي مُذْ بُحْتُ في الحبِّ باسمِهِ ... وبالشَّجْو من قبلي المُحِبُّونَ قد باحوا
ومن نثره: أمطاه اللهُ غوارِبَ (?) العلا وصهواتها، وأعطاه مطالبَ المنى وشهواتِها.
ومنه: كتابنا وملابس السلامة علينا ضافية سابغة، وموارد السعادة صافية سائغة.
فيها تُوفِّي بركياروق، ودخل السلطان محمَّد شاه بغداد وخطب له بالسلطنة، ثم خرج منها في شعبان إلى الجبل.
وفيها مرض أتابك طُغْتِكين مرضًا خاف منه على نفسه، فكاتب الأميرَ سُكمان بن أُرْتُق صاحب ماردين يستدعيه إلى دمشق في عسكره ليوصي إليه في حماية دمشق وأهله وولده، فجاء سُكْمان فنزل القريتين، فلام طُغْتِكينَ أصحابُه، وقالوا: تُعطي ابنَ أُرْتق دمشق وتُخرِجُها عن ولدك وولد مولاك، وكيف يكون حالنا؟ أوليس قد عرفت أتْسِز لمَّا استُدعي تاج الدولة لنصرته كيف قتله واستولى على الشام، فانتبه طُغْتِكين من غفلته وندم، فأرسل إليه: تثبَّتْ مكانك، فأنا خارجٌ إلى خدمتك. فاتَّفق أنَّ سُكْمان مرض تلك الليلة مرضًا شديدًا، وأصبح ميتًا، فأخذه أصحابُه في تابوت، ورحلوا إلى ماردين، فسُرَّ طُغْتِكين.