مزادتي الآنَ لا بِلال بها ... ومِزْوَدي مُنفِضٌ من الزَّادِ

والمسفرُ الدائمُ المواصَلُ يَحْـ ... ـتاجُ إلى عُدَّةٍ وعتادِ

وقال: [من الطويل]

ألا إنَّ أخلاقَ الفتى كزمانهِ ... فمنهنَّ بِيضٌ في العيونِ وسُودُ

وتأْكُلُنا أيامُنا فكأنَّما ... تمرُّ بنا الساعاتُ وهْيَ أسودُ

وقَدْ يخملُ الإنسانُ في عُنْفوانِهِ ... ويَنْبُهُ من بعد النُّهى ويسودُ

فلا تحسُدَنْ قومًا على فضلِ نعمةٍ ... فحسبُكَ عارًا أن يُقال حسودُ

عرفتُ سجايا الدَّهرِ أمَّا شرورُهُ ... فنقدٌ وأمَّا خيرُهُ فوعودُ

إذا كانتِ الدُّنيا لذاكَ محلُّها ... ولو أنَّ كلَّ الطالعاتِ سُعودُ

رقَدْنا ولم نملِكْ رُقادًا عن الأذى ... وقامت بما (?) خِفْنا ونحن قُعودُ

وكَمْ أنذَرَتْنا بالسيولِ صواعقٌ ... وكَمْ خبَّرَتْنا بالغمامِ رُعودُ

حياتيَ بعد الأربعينَ منيةٌ ... ووجدانُها في الأربعين فُقودُ

فما لي وقد أدركتُ خمسةَ أعقُدٍ ... أبيني وبينَ الحادثاتِ عُقودُ

كأنَّا من الأيامِ فوقَ ركائبٍ ... إذا قِيدَتِ الأنضاءُ فهْيَ تَقودُ

ألا إنَّما الدنيا نُحوسٌ لأهلها ... فما في زمانٍ أنتَ فيه سُعودُ

ويوصي الفتى عندَ الحِمامِ كأنَهُ ... يمرُّ فيقضي حاجةً ويعودُ

وما يئسَتْ من رَجْعَةٍ نفسُ ظاعنٍ ... مضَتْ ولها عند القضاءِ وُعودُ

تسيرُ بنا الأيامُ وهْيَ حثيثةٌ ... ونحنُ قيامٌ فوقَها وقُعودُ

وقال: [من البسيط]

جاءَتْ أحاديثُ إنْ صحَّتْ فإنَّ لها ... شأنا ولكنَ فيها ضعفَ إسنادِ

فشاورِ العقلَ واترُكْ غيرَهُ هدَرًا ... فالعقلُ خيرُ مُشيرٍ ضمَّهُ النادي

وعظتُ قومًا فلم يُرْعُوا لموعظتي ... مثلَ امرئِ القيسِ ناجى طائرَ الوادي

والعفوَ (?) آمُلُ من ربي إذا حُضِرَتْ ... نفسي وفارقْتُ عُوَّادي لأعوادي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015