ما نسيتُنَّ هالكًا في الأوانِ الـ ... خالِ أودى من قَبْلِ هُلْكِ إيادِ

بَيدَ أنِّي لا أرتضي ما فعلتُنَّ ... وأطواقُكُنَّ في الأجيادِ

فتَسَلَّبنَ واستَعِرْن جميعًا ... مِنْ قميصِ الدُّجى ثيابَ حِدادِ

ثُمَّ غَرِّدْنَ في المآتمِ واندُبْـ ... ـنَ بشَجْوٍ مع الغواني الخِرادِ (?)

قصدَ الدهر من أبي حمزة الأوَّابِ ... مولى حِجًى ومولى اقتصادِ

وفقيهًا أفكارُه شِدْنَ للنُّعـ ... ـمانِ ما لم يَشِدْهُ شِعرُ زيادِ

راويًا للحديث لم يُحْوجِ الـ ... ـراوي من صدقِهِ إلى الإسنادِ

أنفق العمرَ (?) دائبًا يطلب العِلْـ ... ـمَ بكَشْفٍ عن أصلهِ وانتقادِ

[وَدِّعا أَيُّها الحَفِيّانِ ذاكَ الـ. . . ـشَخْصَ إنَّ الوداعَ أَيسَرُ زادِ (?)]

فاغسِلاه بالدَّمعِ إنْ كان طُهْرًا ... وادفِناه بين الحشا والفؤادِ

واتْلُوا النَّعْشَ بالقراءةِ والتَّسبيحِ ... لا بالنَّحيب والتَّعدادِ

رُبما أخرجَ الحزينُ جوى الثُّكْـ ... ـلِ إلى غيرِ لائقٍ بالسَّدادِ

مِثْلَ ما فاتَتِ الصلاةُ سُليما ... نَ فأحنى على رقابِ الجيادِ

وهو من سُخِّرت له الإنس ... والجِنُّ بما صحَّ من شهادةِ صادِ

كيفَ أصبحتَ في محلِّكَ بعدي ... يا جديرًا منِّي بحُسْنِ افتقادِ

قد أقرَّ الطبيبُ منهُ بعجْزٍ ... فتقضَّى تردُّدُ العُوَّادِ

والذي حارتِ البريَّةُ فيهِ ... حيوانٌ مستخرَجٌ من جمادِ

واللبيبُ الأريبُ مَنْ ليس ... يغترُّ بِكَوْنٍ مصيرُه لفسادِ

وقال: [من المنسرح]

سِرْتُ ثمانينَ طالبًا أجَلي ... والحَينُ إثري كأنَّهُ حادي

ما أنا بالمُلْحدِ الكفورِ ولا ... أسألُ مولايَ غيرَ إِلحادي

ناديتُ أينَ الذين كان بهم ... يشرُفُ هذا الفناءُ والنَّادي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015