وقال: [من الوافر]

تجمَّعَ أهلُهُ زُمرًا إليهِ ... وصاحَتْ عِرْسُهُ أَودى فصاحوا

تُخاطِبُنا بأفواهِ المنايا ... من الأيامِ ألسنةٌ فِصاحُ (?)

وقال يرثي أبا حمزة الفقيه الحنفي: [من الخفيف]

غيرُ مُجْدٍ في مِلَّتي واعتقادي ... نَوْحُ باكٍ ولا ترنُّمُ شادِ

وشبيهٌ صوتُ النَّعيِ إذا قيـ ... ـسَ بصوتِ البشيرِ في كلِّ نادِ

أَبَكَتْ تلكُمُ الحمامةُ أم غنَّـ ... ـت على فَرْعِ غُصنِها الميَّادِ

صاحِ هذي قبورُنا تملأُ الأرْ ... ضَ فأينَ القبورُ من عهدِ عادِ

خَفِّفِ الوطءَ ما أظنُّ أديمَ الْـ ... أرضِ إلا من هذه الأجسادِ

سِرْ إنِ اسطعتَ في الهواءِ رُويدًا ... لا اختيالًا على رُفاتِ العبادِ

فقبيحٌ بِنا وإنْ بَعُدَ العَهْـ ... ـدُ تناسي الآباءِ والأجدادِ

رُبَّ لحدٍ قد صار لحدًا مرارًا ... ضاحكٍ من تزاحُمِ الأضدادِ

ودَفينٍ على بقايا دَفينٍ ... من قديمِ الأزمانِ والآبادِ

فسَلِ الفرقدَينِ عن ما أحسَّا ... من قَبيل وآنَسا من بلادِ

كم أقاما على البياض نهارًا ... وأنار لمُدْلجٍ في سوادِ

تعبٌ كلُّها الحياة فما أَعْـ ... ـجَبُ إلا من راغبٍ في ازديادِ

إنَّ حُزنًا (?) في ساعةِ الموتِ أضعا ... فُ سرورٍ في ساعةِ الميلادِ

خُلِقَ الناسُ للبقاءِ فضَلَّتْ ... أمةٌ يحسبونَهُم لِلنَّفادِ

إنَّما يُنقَلون من دارِ أعما ... لٍ إلى دارِ شِقْوةٍ أو رشادِ

ضجعةُ الموتِ رقدةٌ يستريحُ الْـ ... ـجِسْمُ فيها والعيشُ مثلُ السُّهادِ

أبَناتِ الهديلِ أسْعِدْنَ أوْ عِدْ ... نَ قليلَ العزاءِ بالإسعادِ

إيهِ للهِ دَرُّكُنَّ فأنتنَّ الـ ... ـلَواتي تُحْسِنَّ حِفْظَ الودادِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015