فهل بهذا أحدٌ راضيًا ... كلَّا وربِّ الحجرِ الأسودِ
فلا سقاهم أبدًا وابلًا ... من بارقٍ يلمعُ أو مُرْعِدِ
ولا رعى من عهدهم ذمةً ... في مولدٍ يولد أو والدِ
ومن أخرى: [من المجتث]
سَلْ دارساتِ الطُّلولِ ... كم بينها من قتيلِ
واربَعْ على عَرَصاتٍ ... بين النَّقَا والدَّخولِ
فسلِ القبابَ العوالي ... بالمشهدِ المخذولِ
وللعيونِ اللواتي ... تجري ببول (?) الوُعول
عن كلِّ زنديقِ كفرٍ ... عن كلِّ حقٍّ عَدولِ
يا مشهدًا يشهد الكفْـ ... ـرَ في ليالي القَبولِ
تجولُ فيه البغايا ... على ذكورِ الفُحولِ
يُمازحون البلايا ... بسبِّ صَحْبِ الرسولِ
حبلُ الرَّوافضِ أهونُ ... بالرَّفضِ من شُرَحبيلِ
وفي ثامن ربيع الآخر عاد الزهيري وابن اليدن والجماعة المُقدَّم ذِكْرُهم إلى المشهد وسنَّموا ضريح موسى بن جعفر والجواد وجميع القبور، وصَعِد على شريح الإِمام رجلٌ وقال: يَا موسى بن جعفر، إن كنت تُحِبُّ أَبا بكر وعمر فرحمك الله، وإن كنت تبغضهما، وذكر اللعنة. وصَعِد آخرُ يُعرف بابن فهد، فركض عليه، فيقال: إنه انتفخت قدماه، وعالجهما الطبيب وبطَّهما، وأخذ الزُّهيري طاسة فضة كانت عند رأس الإِمام يُطرح فيها الخَلوق، وقال: هذه يُثرد فيها، وأنت يَا موسى ممَّن يدَّعي الروافض؛ أنك تسمع الكلام وتردُّ الجواب، وما قدرتَ على منعي مما فعلت، وصارت الجماعة في كل سبت يقصدون المكان ومعهم النوائح، فينوحون ويلعنون الشيعة، وكذا في جميع مشاهد الشيعة، وكانوا يدخلون الكَرْخ فينهبون ويقولون: أسلموا يَا كفار. وفتح في المشهد باب إلى الحربية، وجُعِلَ طريقًا للسابلة، وكل هذا يتقدم رئيس الرؤساء، وجاء كتاب سيف الدولة إبراهيم ينَّال إلى أخيه السلطان يتعلَّل ويُسوِّف، فغاظ ذلك