وفيها توفي

إبراهيم بن أحمد

ابن محمَّد بن موسى، أبو اليُسْر الأنصاري المَوْصِليّ.

قدم بغداد حاجًّا، وحدَّث بها، وكان فقيهًا شاعرًا، كتب إليه أبو الطاهر الهاشمي (?): [من الخفيف]

يا أخي يا عَديلَ روحي ونَفْسي ... وصَفيِّي من بين أهلي وجِنسي

وَحْشَتي بالبعاد منك على حَسْـ ... ــــبِ سروري بالقرب منك وأُنْسي

فابْقَ لي سالمًا على كلِّ حالٍ ... ما دَجا الليل أو بدا ضوء شمسِ

فكتب إليه بديهًا يقول:

أنا أَفديكَ من رئيسٍ جَليلٍ ... وقليل له الفداء بنفسي

كنتَ بالقربِ مني في كلِّ وقت (?) ... في سرورٍ مُجَدّد لي وأُنسِ

ونعيمٍ مُؤَبَّدٍ وحُبورٍ ... كلَّ يومٍ لديه أُضحي وأُمسي

فكأن الأيامَ أيامُ عيدٍ ... وافقت باجتماعنا يومَ عُرسِ

وكأن الظَّلامَ زاد ضَحاءً ... حين ألقاه فيه أو ضوء شَمسِ

فنأى واغْتَديتُ بعد تَنائيـ ... ــــهِ كأني في ضِيقِ لَحْدٍ وحَبْسِ

وتَبدَّلْتُ بعد طائرِ سَعْدٍ ... لفراقي له بطائرِ نَحْسِ

بي إليه على اقترابِ مَزارٍ ... ظَمَأٌ فوق ما بَوارِدِ خِمْسِ

يا رئيسًا آباؤه السَّادة الصِّيـ ... ــدُ نَمَتْهُ من خير أصلٍ وغَرْسِ

والأديب الذي أَبَرَّ على كُـ ... ـــلِّ أديبٍ في كلِّ مَعنى وجِنسِ

قد أتتني أبياتُك الغُرَرُ الزُّهْـ ... ـــرُ اللواتي تحيى بها كلُّ نَفْسِ

فأزالتْ عنّي هُمومي بفَقْدَيـ ... ـــكَ وأَحْيَتْ مُوَسَّدًا تحت رَمْسِ

وتَسَلَّيتُ عن بِعادك لا عنـ ... ــــكَ بدُرٍّ أودعتُه بَطْنَ طِرْسِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015