ووصل أبو لهَيجاء حَرْب بن أبي العلاء سعيد بن حَمدان إلى معزّ الدولة مستأمنًا، فأكرمه ووصلَه، ورجع معز الدولة إلى نَصِيبين، ثم إلى بَرْقَعِيد، ثم دخل الخابور، وسار مستأمنًا (?)، وعاد معز الدولة إلى المَوصل، ونزل شرقيّ دجلة، وجاء أبو تغلب إلى بَلَد، وكاتب معز الدولة، وتكررت بينهما الرسائل على أن يُضَمِّنه ما كان بيد أبيه، ويطلق الأسارى، فأجابه، وتعجَّل له ببعض المال وهو ست مئة ألف درهم، وبعث بالمال والأسارى، وعاد معز الدولة وعساكره إلى بغداد في ذي الحجة.
وجاء الدُّمُسْتُق فنزل على طَرَسوس، ثم رحل عنها، وأهدى لسيف الدولة هدايا، فاحتفل للرسول، وجلس على سريره وعلى رأسه تاج.
فيها (?) سار سيف الدولة إلى مَيَّافارِقين يُريد غلامَه نَجا، وكان قد عصى عليه، وكاتب معزَّ الدولة أن يكون معه على مواليه، ويساعده عليهم، وعاد من القلعة التي أخذها من أبي الوَرْد (?)، فنزل مَيَّافارِقين، وأحرق رَبَضَها، ووقعت عليه حِيلةٌ من أصحاب سيف الدولة، فأخذوا القلعة التي كان يحتمي بها, ولما وصل سيف الدولة إلى مَيَّافارِقين انحاز عنها، وحصل في يد سيف الدولة قلاعُه، وجماعةٌ من غلمانه وكُتَّابه، وأخٌ له، فقتلهم سيف الدولة، ولم يقتل أخا نجا، وكتب إليه يَعِدُه ويتوعَّدُه، وعُمل لسيف الدولة خيمةٌ ارتفاع عُمُدها خمسون ذراعًا؛ تَسَعُ خمس مئة إنسان، وصار نجا إلى سيف الدولة؛ فأعاده إلى مرتبته، وأحسن إليه، وعفا عنه.