من قَريضٍ حكى الَّلالئَ في جِيـ ... ـــدِ فتونٍ لكلِّ جِنٍّ وإنْسِ
فاسْلَمِ الدَّهرَ وابْقَ لي أبدًا أنـ ... ــــتَ مُعافًى فأنت سَيفي وتُرْسي
أبو سعيد النَّيسابوري، له التصانيف في علوم الحديث وغيرها، و"التفسير الكبير"، وخرَّج على كتاب مسلم، وكان واعظَ أهل نيسابور، وشيخ الصُّوفية، وعظيمَ الشأن، خرج من نَيسابور بأموال عظيمة وعَسْكرٍ عظيم يريد القراءة، فاستُشهد بطَرَسوس.
وكان صَدوقًا زاهدًا وَرِعًا (?).
ابن محمَّد بن مُهَلَّب، أبو الحسين الشّيرازي.
سكن أَرَّجان، وكان عالمًا بالأصول، وله لسانٌ في علوم الحقائق، وكان الشِّبليّ يُعَظِّمه.
ومن كلامه: حروف الصُّوفي تحت كلِّ حرفٍ منها معنى؛ فالصاد دِلالة صِدقه وصبره وصفائه، والواو دِلالة ودِّه وورْده ووَفائه، والفاء دِلالة فَقْره وفَقْده وفَنائه، والياء للإضافة والنسبة.
وقال: القلب مَحلُّ الأنوار، وموارد الفوائد، وقد جعله الله أميرًا بقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق: 37] , وأسيرًا بقوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَينَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24].
وقال: رؤي مجنون ليلى في النوم فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي وجعلني حُجَّةً على المحبِّين.
قال المصنف رحمه الله: إذا كانت مَحبَّةُ مَخلوق أوصلتْه إلى هذا المقام الشَّاهق فكيف بمن شَغل قلبَه بمحبة الخالق! ؟
وأنشد يقول: [من الطويل]
أحبُّ حبيبًا لا أُعاب بحبِّه ... وأحببتُمُ مَن في هواه عُيوبُ