[قال: ] وسُئل: من الرجال؟ فقال: هم القائمون لله تعالى بوفاء العهود، قال الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ} الآية [الأحزاب: 23].
وقال: الخوف سَوْط (?) الله في أرضه، يقوِّم به الشَّاردين عن بابه، وهو سِراج القلب، به يُبصر ما فيه من الخير والشّر.
[وقيل له: أيُّهما أفضل، النُّطق أو الصَّمت؟ فقال: لو علم النَّاطق ما آفة النُّطق لصمت عمر نوح، ولو علم الصَّامت ما آفة الصَّمت لسأل الله ضِعفَي عمر نوح حتى ينطق] (?).
وقال: إنَّ الله تعالى دعا الخَلْق إليه من أربعة أبواب؛ دعاهم من باب الرضا فما أجابه إلَّا القليل، ودعاهم من باب الصَّبر فما أجابه إلَّا القليل، ودعاهم من باب الذِّكر فما أجابه إلَّا القليل، ودعاهم من باب حُسن الظَّن فقال: "لا يموتَنَّ أحدُكم إلا وهو يُحسن الظَّنَّ بربِّه" (?) فأجابوه.
[واختلفوا في وفاته: فقال السُّلمي: في] سنة سبعين [ومئتين] وقيل: سنة إحدى وسبعين، وقيل: [في] سنة أربع [أو ستٍّ] أو سبع وستين ومئتين رحمه الله (?).
[وفيها توفي]
أبو جعفر، العابد، صاحب الجنيد.
[حكى عنه الخطيب أنَّه] قال: سافرتُ لألقى أبا حاتم العطَّار البصريَّ الزَّاهد، فطرقتُ عليه بابَه فقال: مَنْ؟ قلتُ: رجلٌ يقول: ربي الله، ففتح الباب، ووضع خدَّه على الأرض وقال: طَأْ عليه؛ فهل بقي في الدُّنيا مَن يُحسِن أن يقول: ربِّي الله؟ !