لما التَقَوْا بالمَشْرَفيَّةِ والقَنا ... ضَرْبًا وطَعْنَ مُحاربٍ لمحاربِ
ثار العَجاجُ وفوقَ ذاك غمامةٌ ... غرَّاءُ تَسْكُبُ وَبْلَ صَوْبٍ صائبِ
فلَّ الجموعَ برأيِ حَزْمٍ ثابتٍ ... منه وفَرَّق صاحبًا عن صاحبِ
يا فارسَ العَرَب الذي ما مثلُه ... في النَّاس يُعْرَفُ مثلُه لنَوائبِ
من فادِحِ (?) الزَّمَن العَضوض ومِن لُقا ... جيشٍ لذي غدْرٍ خَؤُونٍ غاصبِ
وفيها بعث الخبيثُ جيوشَه إلى ناحية البَطِيحة، وسببُه اشتغالُ المعتمد بقتال يعقوب، وخلوُّ كُوَرِ دجلةَ من عساكره، فطمع الخبيث، وبعث عسكره إلى البَطِيحة فنهبها، وأفسدوا، وقتلوا، وأسروا، وأخذوا من البقر والغنم والدَّوابِّ شيئًا كثيرًا،
وفيها ولي القضاءَ عليُّ بن محمد بن أبي الشَّوارب بسُرَّ مَنْ رأى، وولي قضاء الجانب الشرقيِّ من بغداد إسماعيلُ بن إسحاق، ثمَّ جُمع له الجانبان (?).
وفيها تعرَّض رجلٌ لامرأة ببغداد، وأمر مَن يَسحبُها إلى مكانٍ معيَّن، وهي تصيح اتَّقِ الله [اتَّقِ الله] (?)، وهو لا يلتفتُ، فقالت: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَينَ عِبَادِكَ} الآية [الزمر: 46] ثمَّ رفعتْ رأسها إلى السَّماء، وقالت: اللهمَّ إنْ كان قد ظلمني فخُذْه إليك، فوقع الرجلُ ميتًا، وانصرفت المرأة. قال أبو عون الفرائضيُّ (?): فأنا والله رأيتُ الرَّجل مَيتًا، فحُمِل على نعشه والناس يهلِّلون ويكبِّرون.
وفيها غلب يعقوب بن الليث على فارس، وهرب عاملُ المعتمد ابنُ (?) واصل إلى الأهواز.
وفيها كانت وقعة بين الزَّنْج وأحمدَ بنِ لَيثَوَيه صاحبِ مَسْرورٍ البَلْخي، فقتل من الزَّنْج خلقًا كثيرًا، وأسر قائدهم، ويقال له: الصُّعْلوك.