وحجَّ بالنَّاس الفضل بن إسحاق (?) الذي حجَّ بهم عام أوَّل. [والله أعلم].
وفيها توفي
أبو الهيثم، التميميُّ، الخُراسانيُّ، الكاتبُ، أحدُ كُتَّاب الجيش ببغداد، وكان فاضلًا شاعرًا، وله [حكايات و] نوادرُ، قَصَده إلى داره إبراهيمُ بن المهدي، فطرق عليه الباب، فخرج وإبراهيمُ راكبٌ على حمار وعليه طَيلَسان، ومعه خادم، فقال له: أنت القائل: [من المنسرح]
أقولُ للسُّقمِ عُدْ إلى بَدَني ... حبًّا لِشَيءٍ يكونُ من سَبَبكْ
قال خالد: نعم، فقال له: أحبُّ أن تنزل عنه، فقال: وهل ينزل الرَّجل عن ولده؟ فتبسَّم وأعطاه ثلاث مئة دينار.
ولقيه أبو تمَّام على بغلة فقال له: أنت القائل: [من المتقارب]
رَقَدْتَ ولم تَرْثِ للسَّاهرِ ... وليلُ المحبِّ بلا آخرِ
ولم تَدْرِ بعد ذهابِ الرُّقادِ ... ما فعل الدَّمعُ بالنَّاظرِ
فقال: نعم.
ومن شِعره أيضًا (?): [من السريع]
يا تاركَ الجِسْم بلا قَلبِ ... إن كنتُ أهواكَ فما ذَنْبي (?)
يا مُفْرَدًا بالحُسْن أفْرَدْتَني ... منكَ بطُولِ الهَجْر والعَتْبِ
إنْ تكُ عيني أبصرتْ فتنةً ... فهلْ على قلبيَ من ذَنْبِ
حسيبُكَ اللهُ لما بي كما ... ألقاهُ في فِعلكَ بي حَسْبي
وقد نادم المعتصمَ والمتوكِّلَ وغيرَهما، ولمَّا بنى المعتصم قصرَه بسامُرَّاء قال خالد: [من مجزوء الكامل]