فقلت له يومًا: إنَّ أخاكَ بشرًا عليل، وإذا سألتُه عن حاله بدأ بحمد الله ثمَّ يخبرني، فقال أحمد: سله عمَّن أخذ هذا؟ فقلت: إني أهابُه، فقال: قل له: أخوك أحمد يقول لك: عمَّن أخذت هذا؟ فدخلتُ على بشر، وقلت له ما قال الإمام أحمد، فقال لي: أبو عبد الله لا يريدُ الشيءَ إلَّا بإسناد، أخبرنا [أزهر، عن (?)] ابن عون، عن ابن سيرين قال: إذا حمدَ الله العبدُ قبل الشكوى لم تكن شكوى، وإنَّما أقول لك: أجد كذا وكذا؛ لأُعَرِّفكَ قدرةَ الله فيَّ، قال: فخرجتُ من عنده، فدخلتُ على الإمام أحمد، فعرَّفته ما قال، فكنتُ بعد ذلك إذا دخلتُ عليه أسأله يقول: أحمدُ الله إليك، ثمَّ يذكرُ ما يجد.

مسلم بن الحجَّاج بن مسلم

أبو الحسين النيسابوريُّ القُشيريُّ، صاحب "الصحيح".

ولد بنَيسابور، ولم يُضْبط مولده، والظاهرُ أنَّه وُلِد سنة ستٍّ ومئتين (?)؛ لأنَّه ماتَ وهو ابن خمسٍ وخمسين سنة.

هو أحدُ الأئمَّة، رحلَ إلى العراق والحجاز والشام ومصر، وقدم بغداد مرارًا، وحدَّث بها، وآخرُ قدومه إليها في سنة تسعٍ وخمسين ومئتين، واقتفَى في جمع "الصحيح" طريقَ البخاريّ؛ لأنَّه لازمَه في آخر عمره، وصنَّفَ المصنَّفات الحسان، فمنها "الجامع الصحيح المسند" قال: جمعتُه من ثلاثِ مئة ألف حديث صحيحة مسموعة، وكتاب "طبقات التابعين"، و"الأسماء والكنى"، و"المسند الكبير على الرجال"، وما أظنُّ أنه سمعه منه أحد (?)، وكتاب "الجامع الكبير" على الأبواب، وكتاب "التمييز"، وكتاب "العلل"، وكتاب "الأفراد"، وكتاب "سؤالات الإمام أحمد بن حنبل" رحمة الله عليه، وكتاب "الانتفاع بأُهُبِ السباع"، وكتاب "عمرو بن شعيب" يذكر فيه من لم يحتجَّ بحديثه وما أخطأ فيه، وكتاب "مشايخ مالك بن أنس"، وكتاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015