ومن شعره يفتخر لمَّا وزرَ أبوه للمأمون، وولَّاه أمورَ بني هاشم: [من الخفيف]
إنَّ بيتي من الأكاسرة الغُر ... ر مكانًا تحلُّه العَيُّوقُ (?)
ولنا من ولاء أحمد خير الـ ... ـناس ما نحوه النفوس تتوقُ
تتلظَّى الأعداءُ شحًّا عليه ... ما لهمْ من جُمَالةٍ ثُفْروقُ (?)
والإمامُ المأمونُ آكد منه ... سببًا قادَه له التوفيقُ
ومن شعره في جارية كان يهواها: [من الخفيف]
ضاق صدري لما بعُدْتَ ولو كنـ ... تَ قريبًا إذًا لما ضاقَ صدرِي
يا خليًّا ممَّا ألاقيهِ فيه ... ليس بالحُبِّ والصبابةِ تدرِي (?)
ومن شعره: [من البسيط]
لا تجحد الذنب ثمَّ اطلبْ تجاوزَنا ... عنه فإنَّ جحودَ الذنب ذَنْبانِ
وامحُ الإساءةَ بالإحسان معترِفًا (?) ... إنَّ الإساءةَ قدُ تمحَى بإحسانِ
توفِّي ببغداد، وكان مختفيًا لما قُتِل المهتدي، فلم يصدِّقوا موته، وكان قد دفنَ في داره، فنبشُوه ونظروا إليه، ثمَّ ردُّوه في قبره (?).
كان يَطُبُّ الإمام أحمد وبشرًا الحافي، قال: فكنت إذا دخلتُ على بشر أقول له: كيف تجدكَ يا أبا نصر؟ فيحمدُ الله، ثمَّ يخبرني، يقول: أحمدُ الله إليك، أجدُ كذا وكذا، فأدخلُ على الإمام أحمد فأقول: كيف تجدكَ يا أبا عبد الله؟ فيقول: بخير،