لم يعلم" (?)، فعلمُك من أين؟ ! إنَّما هو نقلٌ من لسانٍ إلى لسان، وعلمي إلهام من الله تعالى ألهمني إيَّاه [فقال] (?) الشيخ: علمي من الثقات كابرًا عن كابر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن جبريل، عن الله تعالى، فقال أبو يزيد: فهل لله علم لم يطَّلع عليه جبريل ولا المقرَّبون؟ قال: نعم، قال: فتُنْكِرُ (?) أن يلهمَ الله أولياءه من ذلك العلم ويلقيه في أسرارِهم حتى ينطقُوا بالحكمة فينفعُوا الأمَّة، ألم تعلم أنَّ الله ألهم أمَّ موسى أنْ صنعت التابوتَ، وألقتهُ في اليمّ، حتى وصلَ إلى فرعون، وجرى ما جرى؟ أمَّا علمتَ أنَّ الله تعالى ألهمَ الخضر أمر السفينة والجدار والغلام وما جرى؟ أمَّا علمتَ أنَّ الله ألهم يوسف في السجن تعبيرَ الرؤيا حتى قال: ذلك مما علَّمني ربِّي، وكمَا ألهمَ أبا بكر - رضي الله عنه - حتى قال لعائشة - رضي الله عنهما -: إنما هما أخواك وأختاك (?)، وكما ألهم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بأن قال: يا ساريةُ الجبل، فسمعَه سارية، وبينهما مسافةٌ طويلة (?)، وذلك إنَّما هو من علم الله الخفيّ، قال الله: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} [الكهف: 65]، فأهلُ الإلهام قومٌ اختصَّهم الله تعالى بالفوائد، وفضَّل بعضَهم على بعض في الإلهام والفراسة، فقال له الشيخ: جزاكَ الله عنِّي خيرًا، فلقد أفدتَنِي علمًا، وشفيتَ صدري (?).
ابن يزداد، أبو صالح الكاتب المروزيّ.
وزر أبوه للمأمون، ووزرَ هو للمستعين والمهتدي، وكان فاضلًا شاعرًا.
قدم دمشق في صحبة المتوكِّل، ومدحَهُ البحتريُّ وغيره.