وليَ الأندلس سنة تسعٍ وثلاثين ومئة، وماتَ سنة اثنتين وسبعين ومئة، وكان [عمره] (?) لمَّا وليَ اثنان وثلاثون سنة، فقد عاشَ دهرًا طويلًا، ونصَّ ابنُ يونس أنَّه ماتَ بالأندلس سنةَ ثمان وخمسين ومئتين (?)، وله عقب.
حدَّثَ عن مكحول، والأوزاعيّ، وسليمان بن موسى، وعبد الرَّحمن بن جبير بن نفير، ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم، ورَوى عنه الليثُ بن سعد، والواقدي، ورِشْدِين بن سعد في آخرين (?).
[فصل: وفيها توفي]
أبو زكريا الرازيُّ الواعظ، حكيمُ زمانه، وأوحدُ وقته في علوم الحقائق، وكان له لسانٌ في المعرفة، وخصوصًا في الرجاء.
أصلُه من الرَّيّ، ثم انتقلَ إلى نَيسَابور، فسكنَها إلى أن ماتَ بها.
وكانوا ثلاثة إخوة، يحيى، وإسماعيل، وإبراهيم، وكان إسماعيلُ أكبرَهم سنًّا، ويحيى أوسطَهم، وإبراهيم أصغرَهم، وكانوا [كلُّهم] زُهَّادًا عبَّادًا.
خرج إلى بَلخ ومعه أخوه إبراهيم، فمات بين بلخ ونَيسابُور، فأقام يحيى ببلخ مدَّةً، ثم عاد إلى نَيسْابور (?).
وقال رجلٌ لإسماعيل: مع من يريد أخوك يحيى أن يعيش، وقد هجرَ الخلقَ كلَّهم؟ ! فذكر إسماعيلُ ذلك لأخيه يحيى، فقال له: ألا قلتَ له: يعيشُ مع الذي هجرهم لأجله (?).