ذكر طرفٍ من كلامه:

قال: أحسنُ شيءٍ من الكلام الحسنُ معناه، وأحسنُ من معناه استعمالُه، [وأحسن من استعماله] (?) ثوابُه، وأحسنُ من ثوابه رِضَى من يُعمَل لأجله.

وقال: قلوبٌ من التقوى خراب، وذنوبٌ عددَ الرَّمل والتراب، ثمَّ نطمعُ في الكواعب الأتراب، هيهات، أنت سكران من غير شراب (?).

وقال (?): ما أكملك لو بادرتَ أملَك، ما أجلَّكَ لو بادرت أجلَك، ما أقواك لو خالفتَ هواك.

وقال: ليكن بيتكُ الخلوة، وطعامُك الجوع، وحديثُك المناجاة، فإمَّا أن تموتَ بدائك، وإمَّا أن تصلَ إلى دوائك (?).

[وحدثنا غير واحد عن أبي (بكر بن) (?) محمد بن عبد الباقي الأنصاري بإسناده إلى عبد الواحد بن محمد قال: ] جاء يحيى بنُ معاذ إلى شيراز، وله شيبة حسنة، وقد لبس دست ثيابٍ سود، فكان أحسن [شيء]، فصعدَ المنبر، واجتمع الناس [إليه] (?)، فأوَّلُ ما بدأ به أنْ قال: [من السريع]

مواعظُ الواعظ لن تُقبلا ... حتَّى يعيَها قلبُه أوَّلَا

يا قومِ من أظلمُ من واعظٍ ... خالفَ ما قد قاله في الملَا

أظهر بين الناس إحسانَه ... وبارزَ الرَّحمن لمَّا خلَا

ثم وقع من الكرسي ولم يتكلَّم في ذلك اليوم، ثمَّ إنَّه ملكَ قلوب أهل شيراز بعد ذلك، وكان إذا أرادَ أن يضحكَهم أضحكَهم، وإذا أراد أن يبكيَهم أبكاهم، وأخذَ من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015