[قال الخطيب: ] ولمَّا خرجوا بسريره تعلَّق به جماعة ممَّن كان يعولُهم ويقوم بهم، فأنشدَ واحدٌ منهم: [من البسيط]

اليومَ مات نظامُ الفَهم واللَّسَنِ ... وماتَ من كان يُعْدِينا (?) على الزمنِ

وأظلمت سُبُلُ الخيراتِ إذ حُجِبت ... شمسُ العوارفِ في غيمٍ من الكفنِ

وقال آخر: [من الكامل]

تَرك المنابرَ والسرير تواضعًا ... وله منابرُ لو يشَا وسريرُ

ولغيره يُجْبَى الخراجُ وإنَّما ... تُجْبَى إليه محامدٌ وأجورُ

وقال آخر: [من الطويل]

وليس نسيمَ المسك ريحُ حَنُوطه ... ولكنَّه ذاك الثناء المخلَّفُ

وليسَ صريرَ النعشِ ما يسمعونه ... ولكنَّه أصلابُ قومٍ تقصَّفُ (?)

وقد (?) أكثر الناس فيه الهجو بعد المدح لما أظهر من البدع، فقال فيه ابن شراعة البصريّ لما فلج: [من الكامل]

أفلتْ نجومُ سعودك (?) ابنَ دؤاد ... وبدتْ نُحوسُك في جميع إيادِ

فرحتْ بمصرعك البريَّةُ كلُّها ... من كان منها موقنًا بمعادِ

لم يبقَ منك سوى خيالٍ لامع ... فوقَ الفراش ممهَّدًا بوسادِ

أطراك يا ابن أبي دؤادٍ مدحُنا (?) ... فجريتَ في ميدانِ إخوةِ عاد

لم تخشَ من ربِّ السماء عقوبةً ... فسنَنْتَ كلَّ ضلالةٍ وفسادِ

كم من كريمة معشرٍ أرملتَها ... ومحدِّثٍ أوثقتَ (?) في الأقيادِ

إنَّ الأسارى في السجون ليفرحوا (?) ... لما أتتكَ مواكبُ العوَّادِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015