رحلَ في طلبِ الحديث إلى الكوفة والبصرة والحجاز والشام (?) واليمن وخراسان، وقدم بغداد وحدَّثَ بها، ولما قدمَ مرو دخلَ على المأمون، وتحدَّثَ بين يديه فأعجبه، وناظر بشرًا المريسيّ غيرَ مرَّة بين يدي المأمون، وهو يَظهر على بشر، فانحرفَ المأمون عنه، فلم يلتفت، وكان من أهل السنَّة.
وخرجَ إلى الثغر بالشام (1)، فتوفي به في شوال، وقيل: عادَ إلى بغداد، فمات بها.
أسند عن مالك بن أنس وغيره، وروى عنه عباس الدوري وطبقته.
وكان صدوقًا غير أنَّهم نسبوه إلى التشيُّع، قال: وهو رَوى: "أنا مدينةُ العلم، وعليٌّ بابُها" وضعَّفوا هذا الحديث (?).
ابن [مصعب بن] (?) ثابت بن عبد الله بن الزُّبير بن العوَّام، أبو عبد الله، وأمُّه أمة الجبَّار بنت إبراهيم بن جعفر بن مصعب بن الزبير.
وكان عالمًا بالأنساب، وأيَّام الناس، ووقائع العرب، فاضلًا جوادًا ممدَّحًا، ومن شعره يفتخر: [من الكامل]
إنِّي امرؤٌ عَرَفَتْ (?) قريشٌ مولدي ... فحللتُ بين سِمَاكِها والفرقدِ
أولت (?) عليَّ لهم قرابةُ بيننا ... حُسْنَ الثناءِ عليهمُ في المشهدِ
بيتٌ تقدَّمهُ النبيُّ ورهطُه ... متعطِّفينَ على النبيِّ محمَّدِ
وصفيَّةُ الغرَّاء عمَّة أحمد ... وعقيلة النِّسوانِ بنت خويلدِ
من أبيات، وهي نيفٌ وأربعونَ بيتًا.
وكان مصعبٌ جوادًا، وفيه يقولُ ابن [أبي] صُبْح المُزَنيّ: