إذا شئتَ يومًا أنْ ترى وجهَ سابقٍ ... بعيدِ المدى فانظُر إلى وجهِ مُصعبِ
ترى وجهَ بسَّامٍ أَغرَّ كأنَّما ... تفرَّج تاجُ الملكِ عن ضوءِ كوكبِ
فتًى همُّه أنْ يشتري الحمدَ بالندى ... فقد ذهبت أخبارُه كلَّ مذهبِ
مفيدٌ ومِتْلَافٌ كأنَّ نواله ... علينا نِجَاءُ العارضِ المُتنَصِّبِ (?)
توفي مصعب ببغداد في شوال، وله ثمانون سنة، وكان واقفيًّا؛ إذا سُئِل عن القرآن وقَفَ، ويعتِبُ من لم يقف (?).
حدَّثَ عن مالك بن أنس وغيره، وكتب عنه يحيى بن معين في آخرين، واتَّفقوا على أنَّه كان صدوقًا مأمونًا على ما يرويه.
[وفيها توفي]
ابن أبي جعفر المنصور، وليَ إمرةَ دمشق للأمين سنة ثلاث وتسعين ومئة (?). [وقال الحافظ ابن عساكر: كان الأمين يعجبه البللور، ] وكان في محراب (?) دمشق بلورةٌ كبيرةٌ، يقال لها: القُلَّة، فدس [منصور] من سرقها، وبعث بها إلى الأمين (?)، فثارَ عليه أهلُ دمشق، ووقعت الفتنة، وبلغ الأمين فعزله.
ولما قُتِلَ الأمينُ، ودخل المأمونُ بغداد وجدَ القُلَّة في خزائن الأمين، فلمَّا بعث المأمونُ عبدَ الله بن طاهر إلى دمشق ومصر، دفعَ إليه القُلَّة، وأمره أن يعيدها إلى محراب جامع دمشق في ملأ من الناس، ففعل [ابن طاهر] ذلك، وقصد [المأمون] الشناعةَ على أخيه.