[وفيها غضب المتوكل على محمد بن عبد الملك الزيات، وعذَّبه حتى مات، وسنذكر قصته في موضعها.
و] فيها كانت زلزلةٌ عظيمةٌ، [ذكر الحافظُ ابن عساكر في كتاب "الزلازل" وقال: زلزلت دمشق يوم الخميس ضحًى، ] (?) لإحدى عشرة ليلة خَلَت من ربيع [الآخر (?) سنة ثلاثٍ وثلاثين ومئتين في خلافة المتوكِّل، ذكرها أحمد بن أبي طاهر قال: ] جاءت الناس وهم غارُّون، فقطعتْ ربعًا من الجامع بدمشق، وتزايلتِ الحجارةُ العظامُ عن تركيبها، وسقطت شرفُ الجامع، وانصدع طَاقُ القبَّة ممَّا يلي المحراب، ووقعت منارةٌ من المسجد، وسقطت القناطرُ والمنازلُ، فهلكَ خلق عظيم، وامتدَّت في الغوطة، فأتت على داريَّا والمزَّة وبيت لِهْيا وغيرها، وخرجَ الناسُ إلى المصلَّى، واشتغلُوا بالبكاء والدعاء والتضرُّع والاستغفار إلى قريب نصف النهار، فسكنتِ الدُّنيا.
[قال ابن عساكر: وذكر] القاضي (?) أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة [الرُّهاوي (?) هذه الزلزلة] في "تاريخه" [وقال: ] إنَّ بعضَ أهل دير مُرَّان رأى دمشق ترتفعُ وتنخفضُ مرارًا، فماتَ تحت الهدم معظمُ أهلها، و [قال ابن كامل: ] وهرب النساء والصبيان ومن بقيَ من الرجال [والنساء وأهل الأسواق] إلى مصلَّى العيد؛ يبكُون ويتضرَّعُون إلى وقت المغرب [والعشاء]، فسكنت الدُّنيا، فعادوا يُخرِجونَ موتاهم من تحت الهدم، ويدفنونهم، وانكفأت قريةٌ بالغوطة فلم ينجُ من أهلها إلَّا رجلٌ واحدٌ. [قال: ] وأصابَ أهل البَلْقاء [مثل ما أصاب أهل دمشق] (?)، وكانت الحيطانُ تنفصلُ حجارتُها [عن البعض]، وعَرْضُ الحائط سبعةُ أذرع، ثم امتدَّت إلى أنطاكية،