النَّحويّ الجَرْميّ؛ وإنَّما سُمّي الجَرْميّ؛ لأنَّه نزل في قبيلةٍ من جَرْم، فنُسِبَ إليها.
وقيل: كان مولاهم. وقيل: مولى بَجيلة (?).
وكان إمامًا عالمًا فاضلًا، يعرف العربيَّة والنحو وأيَّام النَّاس وأشعار العرب، وله اختيارات وأقوالٌ وتصانيف ومقدِّمةٌ في النحو مشهورة، وكان ممن اجتمع له مع العلم صحَةُ الاعتقاد وحسنُ المذهب، وقَدِم بغداد، وناظرَ يحيى بن زياد الفرَّاء، وظهر عليه.
وحَكى ثعلب عن ابن قادم قال: قدم الجرميُّ بغداد، فقال الفراء: إنِّي أحبُّ لقاءه، فجمعتُ بينهما، فغلبه الجرميُّ وأفحمه، فندمتُ على جمعي بينهما، قال ثعلب: فقلت لابن قادم: لم ندمتَ؟ قال: لأنَّ علمي علمُ الفراء، فلمَّا رأيتُه مقهورًا قلَّ في عيني، ونقص علمُه عندي.
أسندَ الحديث عن يزيد بن زُريع وغيره، ورَوى عنه أَحْمد بن مُلاعب المُخَرِّمي (?) وغيره، وكان ذا ورعٍ ودين (?).
ابن أبي الحجاج، أبو مَعْمَر المِنْقَرِيُّ البصريُّ، كان فاضلًا.
قال: روى لنا شعبةُ يومًا قول كعبِ بن مالك الأَنْصاريّ من أبيات: [من الوافر]
قَضينَا من تهامةَ كُلَّ ريبٍ ... وخيبرَ ثمَّ أجمعنا (?) السيوفَا
نسائِلُها ولو نطقتْ لقالت ... قواطعُهنّ دَوْسًا أو ثقيفَا
فلستُ لمالكٍ (?) إن لم نزركُمْ ... بساحةِ دارِكم منّا الضيوفَا (?)