دريتا ما أقول.
قال: ودخلتُ على المأمون وعنده أبو العَتَاهِيَة، فقال: أتأذن لي يا أميرَ المؤمنين بمناظرته؟ قال: نعم، فأخرج أبو العتاهيةِ يدَه من كُمِّه وحرَّكها، ثم قال. يا ثُمامة، مَن حرَّك يدي؟ فقال: مَن أمُّه زانية، فقال أبو العتاهية: تشتمني يا ثمامة، فقال ثمامة: ناقضتَ أصلَك، فقال المأمون: قد أجابك، فسكت أبو العتاهِيَة (?).
و[حكى عنه الجاحظُ] قال: مررتُ ببغداد، فإذا برجلٍ قد قدَّم رجلًا إلى الوالي وقال: أصلح اللهُ الأمير، هذا خصمي، ناصبيٌّ رافضيٌّ جَهمي مشبِّهي، يلعن معاويةَ بن أبي طالبٍ (?) ويحبُّ [عليَّ] بن أبي سفيان، فقال له الوالي: ثَكِلتك أمُّك، ما أدري من أيِّ شيءٍ أعجب، من علمك بالمقالات أو من معرفتك بالأَنساب! فقال الرجل: ما خرجت من الكتَّاب حتى تعلَّمتُ هذا كلَّه، فقال الوالي: لا جَرَم.
وقال [ثُمامة: ] مررت بجامع المهديّ، وإذا بقاصٍّ يقصُّ على الناس، فذكر حديثَ غَزاةِ أُحد، وأنَّ هِنْدًا بقرت بطنَ حمزةَ رضوانُ الله عليه وأَخرجت كبده، فلاكَتْها فلم تُسِغْها، فبلغ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لو ازدردتْها لم تمسَّهُا النار" (?) ثم رفع القاصُّ يديه وقال: أَطعِمنا من كَبِد حمزة.
وقال: خطب بعضُ الأمراء بخُراسان فقال: إن الله خلق السماواتِ والأرضَ في ستَّة أشهر، فقيل له: في ستَّة أيام، فقال: قد سمعتُ هذا ولكني استقللتُها.
وقال: دخلتُ مروَ فرأيت الديكَ يأكل وحده، فعلمت أنَّ لؤم أهلِ مروَ وبخلَهم علَّم الديكَ ذلك.
وقال: من رؤساء البخلاءِ محمدُ بن الجهم، لم يسألْه أحدٌ شيئًا من ماله إلَّا شغله بالطَّمع في غيره، ولا شفع لصديقٍ في حاجة إلَّا لقَّن المسؤولَ المنع؛ وفتح على السائل بابَ الحرمان.